إخفاق دبلوماسي جديد للمغرب في الانتخابات الإفريقية
سجّل المغرب، اليوم الأربعاء، فشلًا جديدًا في سعيه للظفر بمنصب المدير العام للوكالة الإفريقية للأدوية، وذلك خلال الانتخابات التي جرت في العاصمة الرواندية كيغالي، حيث خسر مرشحته الدكتورة بشرى مداح أمام المرشحة الغانية الدكتورة ديلسي ميمي داركو.
ويُعد هذا الإخفاق الخامس من نوعه لحكومة المخزن منذ بداية العام، بعد سلسلة من المحاولات غير الموفقة لتولي مناصب قيادية على مستوى الاتحاد الإفريقي ومنظمات دولية أخرى. وكانت أولى هذه الإخفاقات قد تمثلت في الفشل في الظفر بمقعد شمال إفريقيا في مجلس السلم والأمن، أعقبتها خسارة خلال قمة الاتحاد الإفريقي شهر فبراير، عندما تفوقت مرشحة الجزائر سلمى حدادي على المغربية لطيفة أخرباش في التنافس على منصب نائب رئيس المفوضية.
كما لم يتمكن المغرب مؤخرًا من إحراز “جائزة نيلسون مانديلا”، رغم ترشيح الوزيرة أمينة بوعياش، في مسابقة نظمتها الأمم المتحدة وشهدت تنافسًا حادًا، وسط اتهامات باستخدام أدوات ضغط دبلوماسية غير نزيهة.
ويرى متابعون أن توالي هذه النتائج يعكس محدودية التأثير المغربي في المؤسسات القارية، في ظل استمرار النزاع حول الصحراء الغربية، الذي يُعد أحد العوامل التي تؤثر على مصداقية الرباط داخل الاتحاد الإفريقي.
و يتبيّن بوضوح من تكرار هذه الإخفاقات أن الموارد المالية الضخمة التي تسخرها حكومة المخزن في سبيل استمالة التأييد وشراء النفوذ لانتزاع مناصب تمنحه مظهرًا زائفًا من القوة والشرعية، لم تؤدِّ في النهاية إلا إلى مزيد من الفشل، كاشفة حدود هذه المقاربة في مواجهة الحقائق السياسية والقانونية الراسخة
في المقابل، سجلت الجمهورية الصحراوية حضورًا ديبلوماسيًا نشطًا في هذا الحدث، حيث مثلها السفير لمن أبا علي، ممثلها الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، والذي أجرى سلسلة من اللقاءات مع عدد من الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، في سياق تعزيز علاقات التعاون والدعم داخل أجهزة الاتحاد.