جهوي

قسنطينة : ملتقى الصحافة الدينية في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية”

الربيع بوزرارة

شکل موضوع ملتقى الصحافة الدينية في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية محور أشغال الملتقى الوطني المنعقد بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة حيث أشرف على تنظيمه كلية أصول الدين ممثلة في مخبر الدراسات الدعوية والاتصالية، بقاعة مجمع المخابر بالجامعة.

هذا وقد أجمع المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة توجيه اهتمام الباحثين والدارسين نحو دراسة الصحافة الدينية غير الإسلامية بالجزائر وكشف مضامينها وقضاياها ومقاصدها. كما دعا الأساتذة المحاضرون إلى تنظيم ملتقيات عابرة للتخصصات. كما شدد المتدخلون على ضرورة إعادة نسخ الجرائد والصحف غير المنسوخة وإعادة طبعها من بينها جريدة النجاح وإتاحتها أمام الباحثين، ومن بين التوصيات التي خرج بها الملتقى جعله ملتقى سنوي وطالب الأكاديميون والمختصون في الإعلام باقتراح عنوان الملتقى المقبل الموضوع الديني للصحافة المنشورة بالجزائر إبان الاحتلال، إضافة إلى عقد اتفاقيات توامة مع مختلف الزوايا من أجل تبادل المعلومات والوثائق التاريخية وفي الختام دعا المشاركون إلى الارتقاء بالملتقى الوطني إلى دولي لربط الصحافة الإصلاحية في المشرق بالمغرب العربي

وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى شهد مشاركة واسعة من مختلف الجامعات الجزائرية ، حيث تم تقديم العديد من الأبحاث التي تناولت الصحافة الدينية في الجزائر خلال القدرة الاستعمارية والتحديات الكبيرة التي واجهتها هذه الأخيرة ، كما تناول المتدخلون دور علماء الأمة في دعم الصحافة الدينية وتوجيهها نحو قضايا الاستقلال، وكيف تمكنت هذه الصحافة من تحقيق التواصل بين مختلف فئات المجتمع الجزائري في ظل الانقسامات التي كانت تزرعها السلطات الاستعمارية، مؤكدين أن الصحافة الدينية في الجزائر كانت بمثابة الجسر الرابط بين مقومات الأمة الجزائرية ، كما تمكن هذا الملتقى من تسليط الضوء على الدور الذي لعبته الصحافة الدينية المسيحية واليهودية في دعم الاستعمار الفرنسي وتوجهاته الدينية والأيديولوجية وخلال إشرافه على افتتاح الملتقى أكد البروفسور السعيد دراجي مدير الجامعة، أن الصحافة الدينية خلال قدرة الاستعمار الفرنسي لعبت دورا محوريا في مقاومة الاستعمار الفرنسي، وأنها كانت وسيلة قوية للتعبير عن الرفض والاستنكار الموجود الفرنسي، بل وساهمت بشكر كبير في نشر الفكر المقاوم وتعزيز الروح الوطنية، وهوما كان له الأثر الكبير في تحفيز الكفاح من أجل الاستقلال

من جهته أوضح أن دين طبة محمد البشير رئيس الملتقى أن الملتقى جاء من أجل مناقشة الصحافة الدينية بالجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بما فيها الصحافة الدينية المسيحية. واليهودية، والتي كانت تعتبر تحدي كبير يواجه ويقاوم الاتجاه الوطني الجزائري وأوضح المتدخل أن الصحافة الدينية الصبحية في الجزائر عملت على إخراج الجزائريين من الإسلام إلى المسيحية، أما بالنسبة للصحافة الدينية اليهودية بالجزائر فقد كان تسعى إلى خدمة الصهيونية وكيفية إخراج اليهود من الجزائر إلى فرنسا من أجل تحقيق ما يسمى بأرض الميعاد، وأوضح المتدخل أن هيمنة اليهود على مراكز القرار في العالم هو أجندة قديمة حيث وجدت صحف يهودية بالجزائر تتحدث عن الرض الموعودة صادرة في عشرينات القرن الماضي بمؤكدا أن التخطيط النافذ لليهود هو الذي مكنهم من الوصول إلى ما تعيشه القضية الفلسطينية اليوم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: