نزيف الطرقات مستمر ..إلى متى؟
يستمر شبح حوادث المرور في حصد الأرواح وتسجيل أرقام مفزعة رغم كل النداءات والتحذيرات اليومية التي تطلقها المصالح المختصة وعلى رأسها الحماية المدنية تضاف إلى ذلك جهود القيادة العامة للدرك الوطني من خلال الصفحة الرسمية “طريقي” التي تواكب الوضعية الآنية لحركة المرور وتوجه تنبيهات وتحذيرات متواصلة للسائقين عبر مختلف شبكات الطرق الوطنية.
ففي ظرف أربع وعشرين ساعة فقط سجلت وحدات الحماية المدنية مئتين وثمانية وخمسين (258) حادث مرور عبر مختلف ولايات الوطن، خلفت هذه الحوادث للأسف وفاة ثمانية أشخاص(08) وإصابة ثلاثمئة واثنين وأربعين (342) آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تم إسعافهم وتحويلهم إلى المستشفيات المحلية.
ومنذ بداية شهر أوت بلغ العدد الإجمالي لحوادث المرور المسجلة ألفا وسبعمئة وسبعة وخمسين (1757)حادثا أسفر عن وفاة ستة وخمسين (56) شخصا وإصابة ألفين ومئة وثمانية وخمسين (2158) آخرين بجروح متفاوتة.
هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر من جديد وتطرح تساؤلات حقيقية حول وعي السائق واحترامه لقوانين المرور فكل رقم من هذه الإحصائيات يخفي وراءه حياة توقفت وعائلة فقدت أحد أفرادها وأحلاما انتهت فجأة على قارعة الطريق.
أسباب هذه الحوادث تكاد لا تتغير وفق التحقيقات التي تجريها عناصر الدرك الوطني بعد كل حادث مأساوي، فكلها تشير إلى نفس السبب كالسرعة المفرطة عدم احترام إشارات المرور استعمال الهاتف أثناء السياقة والتجاوزات الخطيرة كلها عوامل تقود إلى نتائج مأساوية يدفع ثمنها الأبرياء.
أمام هذا الواقع المؤلم تجدد المديرية العامة للحماية المدنية دعوتها إلى كافة مستعملي الطريق للتقيد بقواعد السياقة السليمة والتحلي بروح المسؤولية لأن السلامة ليست شعارا بل سلوك يومي ينعكس على حياة الجميع.
السرعة لا تعني الشجاعة بل تعني الاستهتار الهاتف لا يستحق أن نخسر من أجله حياة كاملة والقيادة ليست مجرد عجلة بل وعي وانضباط والتزام.