فعالية توعوية حول التصلب اللويحي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران
نظّمت مصلحة طب الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، اليوم الأربعاء، يوماً إعلامياً لفائدة المواطنين والمرضى وعائلاتهم، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي، الذي يصادف 30 ماي من كل عام. المبادرة جاءت بإشراف البروفيسور أمينة شنتوف، في إطار الجهود الرامية إلى التعريف بالمرض وتحفيز التشخيص المبكر.
تضمّن البرنامج محاضرة علمية تطرقت إلى طبيعة التصلب اللويحي وأسبابه وأعراضه، إلى جانب طرق التكفل العلاجي والدعم النفسي، كما تم توزيع مطويات توعوية أعدّها مختصون في مجالات متعددة، شملت طب الأعصاب، التغذية، العلاج الفيزيائي والدعم النفسي، وقد عرف النشاط تفاعلاً واضحاً من الحاضرين، من خلال طرح استفسارات تلقّت إجابات دقيقة من قبل الأخصائيين، ما ساعد على تعزيز وعيهم بالمرض.
وفي هذا السياق، أوضحت البروفيسور شنتوف في تصريح لها، أن التصلب اللويحي يُعدّ من الأمراض المناعية الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى التهابات عصبية وأعراض متباينة، أبرزها ضعف الرؤية، التنميل، واضطرابات الحركة والتوازن. وأكدت أن إهمال الأعراض بسبب اختفائها المؤقت يُؤخّر التشخيص، داعية إلى مراجعة الطبيب عند أولى المؤشرات. كما كشفت عن إحصائيات تُظهر أن المصلحة تتابع 1087 مريضاً، من بينهم 5% من الأطفال.
كما كشفت الدكتورة بن طباق دليلة بالمناسبة، عن توفر العلاجات في الجزائر، حيث تُعتمد أدوية للهجمات وأخرى أساسية تؤخذ على شكل أقراص أو حقن نصف سنوية، مؤكدة على أهمية الجلسات العلاجية الجماعية التي تتيح تبادل التجارب بين المرضى وتعزيز الجوانب النفسية.
من جهتها، شدّدت الأخصائية النفسية زيوان كريمة على ضرورة دعم المرضى نفسياً، خاصة في ظل احتمال ظهور الاكتئاب كأحد الأعراض المرافقة، مبرزة أهمية تشخيص الاضطرابات المعرفية المصاحبة. في السياق ذاته، نوّهت السيدة نبيلة عجال، أخصائية التغذية، بدور النظام الغذائي الصحي في الحد من الالتهابات ودعم الجهاز المناعي، مؤكدة أهمية تقليل استهلاك السكريات والدهون، خصوصاً خلال فترات الهجمات.
وفي هذا الصدّد أكدت أمينة هاشمي، مختصة العلاج الفيزيائي، على دور التمارين المنزلية في تحسين التوازن والحركة وتقوية العضلات، مما يعزز استقلالية المرضى ويقلل حاجتهم للتنقل المستمر إلى المؤسسة.
في ختام الفعالية، أجمع المشاركون من مختصين ومرضى على أهمية هذا النوع من المبادرات في توسيع دائرة الوعي بالتصلب اللويحي، وأكدوا أن التكفل المتعدد التخصصات يمثل مفتاح تحسين نوعية الحياة للمصابين.