أشرف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي على افتتاح الندوة الوطنية الأولى المخصصة للتشغيل وتقييم تسيير منحة البطالة والوساطة من أجل فرص العمل، مؤكداً أن هذا اللقاء يعالج أحد المحاور الوطنية الكبرى المرتبطة بسوق العمل ويهدف إلى تقديم رؤية شاملة حول السياسات المعتمدة في هذا المجال.
وأوضح الوزير أن تنظيم الندوة يمثل محطة وطنية مهمة تسعى إلى تقييم مختلف التدابير العمومية في مجال التشغيل وتعزيز التنسيق بين المتدخلين، بما يسمح باستشراف آفاق جديدة لبناء سوق عمل عصري ومنظم قادر على مواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم.
وأشار إلى أن هذا اللقاء التشاوري يعكس التزام الدولة، تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، بإعطاء الأولوية لمسألة التشغيل باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية الوطنية وضمان الاستقرار الاجتماعي، فضلاً عن كونها حقاً دستورياً لكل مواطن.
وأكد الوزير أن الإصلاحات التي أطلقتها الدولة، مثل القضاء على العمل الهش، وإصدار قانون الاستثمار الجديد، واستحداث جهاز المقاول الذاتي، وإنشاء وزارة خاصة باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، تعكس إرادة سياسية واضحة لدعم الشباب وتوسيع فرص العمل المتاحة أمامهم.
وأشار إلى أن وزارة العمل ستواصل تنظيم لقاءات تقييمية مشابهة من أجل شرح الآليات والوسائل التي تتيح خلق مناصب شغل جديدة، وتشجيع المبادرات، ودعم الديناميكية الاقتصادية على المستوى الوطني.
كما لفت إلى أن التحديات الحالية، سواء كانت تكنولوجية أو ديموغرافية أو مناخية، تفرض تبني رؤى مبتكرة وسياسات تشغيل أكثر مرونة وفعالية، خصوصاً مع التحولات التي طرأت على أنماط العمل وارتفاع الطلب على المهارات الرقمية.
وأضاف أن القطاع اعتمد مساراً إصلاحياً يقوم على رقمنة الوساطة من خلال تحديث أجهزة التشغيل وتطوير منصات رقمية تسمح بضبط البيانات وتحسين شفافية عروض العمل، بما يعزز كفاءة سوق الشغل.
وفيما يخص منحة البطالة، شدد الوزير على أنها ليست دعماً ظرفياً، بل آلية اجتماعية تهدف إلى حماية الشباب خلال فترة البحث عن العمل، من خلال مسار مرافقة يشمل التكوين والتوجيه ويضمن انتقالاً آمناً نحو الإدماج المهني. وأوضح أن هذه المنحة تجسد التزام الدولة بعدم ترك أي شاب دون متابعة أو دعم.
كما كشف أن الدولة خصصت أكثر من 420 مليار دينار لمنحة البطالة، إضافة إلى ميزانية مهمة لمواكبة الزيادة المقررة في قيمتها من 15 ألف دينار إلى 18 ألف دينار، بما يعكس حرص الحكومة على توفير دعم فعّال للشباب.
