تيميمون تحتفي بانطلاق الطبعة ال7 لمهرجان السياحة الصحراوية بحضور وزاري ودولي واسع

في مساء يوم الخميس، تحوّلت مدينة تيميمون إلى مركز إشعاع ثقافي وسياحي، مع افتتاح الطبعة السابعة من المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية، في حفل رسمي أشرفت عليه وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، بحضور لافت لعدد من أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين. وقد حضر هذه الفعالية وزير الاتصال زهير بوعمامة، وزيرة البيئة وجودة الحياة كوثر كريكو، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج سفيان شايب، إضافة إلى المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش، ورئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي محمد بوخاري، وممثل عن الوزير الأول، فضلاً عن ولاة ولايات الجنوب.
واكتسب الحدث طابعاً دولياً قوياً بفضل مشاركة 41 ممثلاً أجنبياً ينحدرون من 19 دولة عبر العالم، من بينها فلسطين وتونس والجمهورية العربية الصحراوية وموريتانيا والمجر وصربيا وروسيا والولايات المتحدة والصين وغيرها، إلى جانب وفود صحفية أجنبية وحرفيين وممثلي منظمات دولية، ما منح المهرجان بعداً دبلوماسياً واقتصادياً يُعزّز مكانة الجزائر في الساحة السياحية العالمية.
وفي كلمتها الافتتاحية، شددت وزيرة السياحة على أن تنظيم هذا المهرجان يأتي في إطار تجسيد الرؤية الاقتصادية الجديدة لرئيس الجمهورية، التي تعتبر السياحة الصحراوية محوراً استراتيجياً للتنمية المحلية وخلق الثروة ومناصب الشغل. وأضافت أن هذا النمط السياحي يتجاوز طابعه الاقتصادي ليشكل رسالة حضارية تُبرز قدرة الدولة على الجمع بين التنمية المستدامة والحفاظ على الهوية. كما أشادت بالمكانة المتميزة لولايات الجنوب، معتبرة أن تيميمون باتت اليوم عاصمة للسياحة الصحراوية بفضل ما تزخر به من قصور عتيقة وتراث مادي ولا مادي يعكس عمق الذاكرة الجماعية.
وأعلنت الوزيرة عن أرقام قياسية حققها الموسم السياحي 2024 – 2025، إذ استقطبت ولايات الجنوب أكثر من 500 ألف سائح، من بينهم 48 ألف أجنبي، زاروا مختلف المسارات الصحراوية كالهقار والطاسيلي وتاغيت وتيميمون وغرداية وغيرها. وثمّنت الجهود الكبيرة التي تبذلها الدبلوماسية الجزائرية في الترويج للوجهة الجزائرية عبر تسهيل منح التأشيرات وتكثيف الرحلات الجوية والمشاركة المنتظمة في التظاهرات والمعارض الدولية.
كما قدمت الوزيرة معطيات حول الديناميكية الاستثمارية التي يعرفها القطاع، حيث استفادت ولايات الجنوب من مشاريع عديدة لتهيئة مناطق التوسع السياحي وإنجاز هياكل للصناعة التقليدية ومقرات للمديريات الولائية. وبلغ عدد مؤسسات الإيواء 225 مؤسسة بطاقة استقبال تقارب 20 ألف سرير، مع دخول سبعة فنادق جديدة الخدمة في 2025، وتوقع استلام ستة عشر مشروعاً إضافياً في 2026. وأوضحت أن رؤية القطاع تعتمد على حماية الأصالة والهوية، إدماج الرقمنة، تحسين الخدمات الفندقية، دعم التكوين، تثمين الصناعات التقليدية الصحراوية، وتشجيع الاستثمار في الجنوب.
بعد المراسم الرسمية، انتقل الوفد الوزاري والضيوف إلى جبل السبوع، حيث تابعوا عروض الفانتازيا التي جسدت مهارات الفروسية التقليدية، وزاروا معرض الخيم التراثية ومعرض المتعاملين السياحيين ومعرض الصناعة التقليدية بمشاركة حرفيي ولايات الجنوب، وقد أعرب الضيوف الأجانب عن انبهارهم بتنوع المهارات الحرفية وثراء الموروث الثقافي الصحراوي.
وفي السهرة، تواصلت فعاليات الافتتاح بزيارة معرض التمور ومبادرة “واحة التمر – ثوبر” بباب السودان، تلتها استعراضات فلكلورية جابت شارع أول نوفمبر وسط حضور جماهيري كبير. وفي ختام الأجواء الاحتفالية، أعلنت وزيرة السياحة الافتتاح الرسمي للطبعة السابعة من المهرجان تحت شعار: “تيميمون… سياحة أصيلة وكرم الضيافة”.
وبرغم تنوع المقومات التي تزخر بها الجزائر، تبقى السياحة الصحراوية قطباً جذاباً بامتياز ووجهة مفضلة في الموسم الشتوي، بما توفره من سحر وجاذبية وهدوء وكرم ضيافة يجعل من الصحراء الجزائرية فضاءً فريداً لا يشبه إلا نفسه.
















