في خطوة تعكس حرص الدولة على تعزيز جسور التواصل مع الجالية الوطنية بالخارج، استقبل وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد عبد المالك تاشريفت، مساء الثلاثاء، بمقر الوزارة، طلبة الجالية الوطنية المقيمين بالخارج المشاركين في الطبعة الأولى للجامعة الشتوية، وذلك في إطار برنامج يهدف إلى توطيد صلة الشباب الجزائري بوطنه الأم وتعميق معرفته بتاريخ بلاده ومقوماتها الوطنية.
وخلال كلمته الترحيبية، أكد الوزير أن هذه المبادرة الرائدة تجسّد العناية الخاصة التي توليها الدولة، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لبناتها وأبنائها في المهجر، مشددًا على أهمية تعزيز ارتباطهم بالجزائر وتعريفهم بتاريخها النضالي المجيد، وبالإمكانات التي تزخر بها، وكذا بآفاق الإسهام الفعلي في مسار بنائها وتشييد صرحها التنموي. كما أبرز الدور المحوري للجالية الوطنية بالخارج خلال مرحلتي الحركة الوطنية وثورة التحرير، مذكرًا بالإسهام البارز للطلبة في معركة التحرير الوطني، ولا سيما إضراب 19 ماي 1956 الذي شكّل محطة مفصلية في تاريخ الكفاح ضد الاستعمار.
ودعا السيد عبد المالك تاشريفت، في ختام كلمته، بنات وأبناء الجالية الوطنية بالخارج إلى تعزيز ارتباطهم بوطنهم الأم، والمساهمة في صون الذاكرة الوطنية، والانخراط الفعّال في مسار التنمية الشاملة والمستدامة، بما يتيح مواجهة مختلف التحديات وكسب الرهانات الوطنية، في انسجام مع تطلعات الجزائر الجديدة.
وشملت هذه الزيارة برنامجًا ثريًا مكّن الطلبة من الاطلاع على مكتبة الوزارة “بوعلام بلقاسمي” والتعرّف على رصيدها الوثائقي، إلى جانب زيارة الاستوديو السمعي البصري “المجاهد لمين بشيشي”، فضلاً عن تنظيم فعاليات تاريخية بقاعة المحاضرات “الجزائر”، تضمنت عرض شريط وثائقي حول دور الجالية الوطنية بالخارج في ثورة التحرير، لاسيما مظاهرات 17 أكتوبر 1961، والاستماع إلى شهادات حية لمجاهدين ومجاهدات ساهموا في مسيرة الكفاح الوطني، بحضور مسؤولين عن المنظمات الوطنية ذات الصلة.
واختُتمت الزيارة بتنظيم جلسة حوارية مفتوحة مع الطلبة، تلتها تقديم تكريمات رمزية وأخذ صورة تذكارية جماعية، حيث ثمّن طلبة الجالية هذه المبادرة التي مكّنتهم من التعرف على محطات هامة من تاريخ الجزائر، والاطلاع على الجهود التي تبذلها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصونها للأجيال القادمة.
