انطلاق المرحلة الثانية من عمليات الغطس الأثري لحماية التراث المغمور في تيبازة
في إطار جهود وزارة الثقافة والفنون للحفاظ على الآثار التاريخية المغمورة بالمياه وتنفيذ توصيات لجنة التراث العالمي بشأن محيط الحماية للموقع الأثري بتيبازة، انطلقت من ميناء المدينة المرحلة الثانية من برنامج عمليات الغطس الأثري، الهادف إلى توسيع نطاق حماية التراث الثقافي البحري للواجهة الساحلية.
وتتواصل هذه المرحلة على مدار شهر أوت، بمشاركة بعثة متخصصة تضم غواصين باحثين وأثريين من المركز الوطني للبحث في علم الآثار، والمتحف الوطني البحري، والديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، والمركز الوطني للبحث في علوم البحار وتربية المائيات ببوسماعيل، إلى جانب مديرية الثقافة والفنون لولاية تيبازة.
كما تركّز البعثة في هذه المرحلة على موقع “الطاولة الصخرية الرومانية” (Banc des Romains)، الذي يقع على عمق يتجاوز 35 متراً، حيث يعمل الفريق على توثيق اللقى الأثرية التي تم رصدها سابقاً، والبحث عن مكتشفات جديدة تُضاف إلى جرد التراث المغمور، بما يسهم في إثراء المعرفة العلمية بتاريخ المنطقة البحري والتجاري.
وفي تصريح له، أوضح الدكتور نزيم بن صالح أن عمليات التنقيب في تيبازة تمثل خطوة أساسية لحماية التراث الثقافي للمنطقة، مشيراً إلى أن الاكتشافات الجديدة تكشف عن جوانب هامة من تاريخ الحضارات التي تعاقبت على الساحل الجزائري. وأضاف أن هذا العمل يساهم في حماية الآثار الغارقة من النهب والتلف، كما يعزز قيمتها السياحية والثقافية، لاسيما وأن تيبازة تعد وجهة سياحية عالمية بامتياز.
ومن المقرر، في حال سمحت الظروف الجوية، أن تنتقل البعثة الأسبوع المقبل إلى موقع “القديسة سالسا” (Sainte Salsa) لمواصلة عمليات التنقيب تحت الماء، في خطوة تؤكد التزام السلطات العمومية بالحفاظ على التراث المادي واللامادي للبلاد للمعالم التاريخية بالجزائر .