تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يدخل المدارس… خطوة نحو اكتشاف مبكر لصعوبات التعلم عند التلاميذ

في وقت تتزايد فيه التحديات التربوية داخل الأقسام، خصوصا ما تعلق بصعوبات التعلم، كشف باحثون غربيون عن أداة جديدة مدعمة بالذكاء الاصطناعي، قادرة على تحليل خط اليد والكشف المبكر عن اضطرابات مثل عسر الكتابة وعسر القراءة لدى الأطفال

تشخيص ذكي دون انتظار طويل

الأداة الجديدة، المطورة من طرف جامعة بوفالو الأمريكية، تعمل على تحليل نماذج من خط اليد لتلاميذ المرحلة الابتدائية، من التحضيري إلى السنة الخامسة. وتظهر الدراسة أن هذه التقنية قادرة على رصد مؤشرات مبكرة مثل الأخطاء الإملائية، ارتباك في تشكيل الحروف، وصعوبات حركية ومعرفية أخرى، بدقة وفعالية

بخلاف الطرق التقليدية التي تستغرق وقتا طويلا وتعتمد على عدد محدود من الأخصائيين، يمكن لهذه الأداة أن تساعد المعلمين والأولياء على التدخل مبكرا، قبل أن تتحول الصعوبات البسيطة إلى عوائق حقيقية في المسار الدراسي

حل تكنولوجي يعالج إشكالية المتابعة الفردية

في ظل استحالة توفير عدد كاف من المختصين في الأرطوفونيا والعلاج الوظيفي داخل كل مدرسة، حتى في الدول المتقدمة، تطرح مسألة المتابعة الفردية للتلاميذ كأحد أبرز التحديات التربوية. من هذا المنطلق، يمكن اعتبار هذا الابتكار أداة مساعدة فعالة، تتيح إجراء كشف أولي بطريقة مؤتمتة ودون الحاجة إلى تنقل التلميذ أو استنزاف الموارد البشرية

هذه الأداة الذكية قد تمهد الطريق نحو تعميم تشخيص مبكر على نطاق واسع داخل المؤسسات التربوية، مع الحفاظ على الخصوصية وتقليص الضغط على الأخصائيين

البيانات والتعلم الآلي في خدمة التلميذ

اعتمد الفريق العلمي على جمع عينات كتابية ورقية ورقمية من تلاميذ مدرسة ابتدائية بمدينة رينو، مع احترام صارم لخصوصية المعطيات. كما اعتمدوا على لائحة تضم 17 مؤشرا سلوكيا تظهر قبل وأثناء وبعد الكتابة، بهدف تدريب النموذج الذكي على التشخيص التلقائي

النتائج بينت أن النموذج قادر على تحديد الصعوبات بشكل يقارب دقة المختصين، وهو ما يفتح آفاقا واسعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال التربوي بشكل مباشر وفعال

فرصة للمدرسة الجزائرية؟

في الجزائر، يمكن لمثل هذه الحلول الرقمية أن تكون أداة قوية في يد المعلم لمساعدته في توجيه المتعلم حسب قدراته واحتياجاته

مثل هذه الابتكارات، إذا ما دمجت مستقبلا مع جهود الرقمنة في قطاع التربية، قد تغير نظرتنا لصعوبات التعلم

نحو مدرسة ذكية تنصت للتلميذ قبل أن تحاسبه

لا يتعلق الأمر بتقنية معقدة ولا رفاهية رقمية، بل بأداة إنسانية قبل كل شيء. الذكاء الاصطناعي قد يصبح مستقبلا الحليف الأهم للمعلم، من أجل إنصاف الطفل الذي لا يتكلم كثيرا، لكن قلمه يروي قصته

زر الذهاب إلى الأعلى
error: