إنجاز طبي نوعي في مجال جراحة الأعصاب بمستشفى أول نوفمبر بوهران
تدخل جراحي ناجح يفتح باب الأمل أمام مرضى التشنجات العصبية
تمكن الفريق الطبي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، بالتعاون مع البروفيسور عبد النبي عيسى، الرئيس السابق لقسم جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى الجامعي زميرلي والمختص في جراحة الأعصاب الوظيفية، من إجراء تدخل جراحي دقيق ونوعي، لمريضة تبلغ من العمر 43 سنة من ولاية تيارت، تعاني منذ عشر سنوات من التصلب اللويحي، مما خلف لها إعاقة حركية في الأطراف السفلية مصحوبة بتشنجات عضلية وعصبية حادة أثرت بشكل كبير على قدرتها على أداء مهامها اليومية.
وقد جاء هذا الإنجاز الطبي في إطار الأيام العلمية التكوينية حول جراحة التشنجات العصبية، التي نظمتها مصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، تحت إشراف البروفيسور قربوز رابح، وامتدت على مدار أربعة أيام كاملة.
وتُعد هذه العملية، الأولى من نوعها في مجال جراحة التشنجات العصبية بغرب الوطن، وقد حققت نتائج باهرة ظهرت ملامحها ابتداءً من اليوم الثاني بعد الجراحة، حيث تمكنت المريضة ولأول مرة منذ سنوات من تحريك أطرافها بحرية، مع إمكانية ثني ومد الرجلين بعد أن كانتا في حالة تيبس وتشنج دائم. وتُعتبر هذه النتيجة بداية مرحلة جديدة في علاج المريضة، التي ستباشر قريبًا برنامجًا لإعادة التأهيل الوظيفي بمصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي، من أجل استعادة قدراتها الحركية بشكل تدريجي مع إمكانية المشي مجددًا.
ويُشار إلى أنّ هذا النوع من العمليات يتطلب تحضيرًا دقيقًا ومتابعة مكثفة، بمساهمة فريق طبي متعدد التخصصات يضم جراحي الأعصاب، أطباء أمراض الأعصاب، وأخصائيي التأهيل الوظيفي، مع إجراء دراسة معمقة لحالة كل مريض لضمان مدى ملاءمته للتدخل الجراحي وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وقد لعب تخصص علم الوظائف العصبية دورًا محوريًا أثناء العملية، من خلال مراقبة الأعصاب لحظة بلحظة خلال التدخل الجراحي، الذي امتد لحوالي خمس ساعات كاملة.