
أوقفت الشرطة الفرنسية، مساء أمس الثلاثاء في باريس، الصحفي والمحلل بقناة AL24 News الدولية مهدي غزار، بالقرب من مقرّ سكنه، حسبما كشفت عنه وكالة الأنباء الجزائرية “واج”.
وبحسب المصدر ذاته، فقد أبلغت قوات الأمن الفرنسية الصحفي غرار أنه مُدرج في الملف “س” (S) وكذلك في ملف الأشخاص المبحوث عنهم، وهما آليتان استثنائيتان مخصّصتان للأشخاص الذين تعتبرهم السلطات قادرين على تشكيل تهديد خطير للأمن العمومي.
وللتذكير، فقد تم إبعاد مهدي غزار من إذاعة RMC حيث كان من بين الأصوات المسموعة في برنامج Grandes Gueules، وذلك على خلفية مواقفه بشأن الإبادة في غزة.
ومنذ عدة أشهر، يشتكي غزار من توقيفه المتكرر كلما عبر المطارات الباريسية، عند الدخول أو الخروج، في مناخ يتسم بتصعيد عدائي متزايد، ومن دون أي سبب واضح، حيث يظهر الاستفزاز جليًا، فبرغم رحيل روتايو، لم يتغيّر شيء، فأساليبه ما تزال راسخة داخل مؤسسات الجمهورية الفرنسية.
في النهاية، تكشف هذه الحادثة أن المشكل في فرنسا ليس اختلافًا في الآراء، بل انتقائية صارخة تتحكم فيها الحسابات السياسية قبل المبادئ، فكل صوت يخرج عن الخط المرسوم، مهما كان سلمياً أو مهنياً، يتحول فجأة إلى “تهديد” يُلاحق ويُسكت بوسائل إدارية وأمنية جاهزة، والمفارقة أن فرنسا، التي لا تتوقف عن مهاجمة الدول الأخرى في دروسٍ حول حرية التعبير، تُثبت مرة بعد أخرى أنها أبعد ما تكون عن احترام هذه الحرية داخل حدودها، إنها ممارسة تكشف بوضوح أن الحديث عن القيم شيء… وما يجري على الأرض شيء آخر تمامًا..














