تقرير المصير في صدارة النقاش: مؤتمر دولي بباريس يوسّع دائرة التضامن مع الصحراء الغربية
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، هذا الخميس، انعقاد مؤتمر نقابي دولي خُصّص للتعبير عن الدعم المتواصل لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهو حق وصفه المشاركون بأنه “مبدأ غير قابل للمساومة” ويستوجب تعزيز الحشد النقابي والحقوقي حوله.
وجاء هذا اللقاء بمبادرة من عدد من النقابات الفرنسية وبالتنسيق مع الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، ليتزامن مع اقتراب اجتماع اللجنة الأوروبية للتنسيق والدعم مع الشعب الصحراوي، واعتبر المنظمون توقيت ومكان المؤتمر ذوي رمزية خاصة، نظراً لكونه يُعقد في بلد يصفونه بأنه يدعم رسميًا الأطروحات المغربية في قضية الصحراء الغربية، ما يجعل تنظيم حدث تضامني من هذا الحجم “خطوة نوعية” في العمل النقابي الدولي.
وخلال لقاء مع الفريق الإعلامي الصحراوي “ميديا إيكيب” (MediaEquipe)، أوضحت سيبيل دافيد، ممثلة القسم الدولي للاتحاد الفرنسي للنقابات المتضامنة، أن الاجتماع يهدف إلى الوقوف على الجهود المبذولة عبر مختلف البلدان، وتبادل المعطيات حول المبادرات النقابية المشتركة، مؤكدة أن المؤتمر عرف حضور وفود من إسبانيا والباسك والبرتغال وإيطاليا إلى جانب دول إفريقية، مع التركيز على بلورة رؤية مشتركة لتوسيع التحركات الدولية من أجل تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير
وفي السياق نفسه، أكّد آرزقي مزهود، الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية، أن مشاركة منظمته في هذا الحدث تعكس التزام العمال الأفارقة بقضية الشعب الصحراوي، مشيراً إلى أن ميثاق المنظمة ودستورها ينصّان بوضوح على دعم حق الشعوب في إنهاء الاستعمار وتقرير مصيرها. وأضاف أن حضور المنظمة في باريس يأتي لتوحيد أصوات العمال الأفارقة مع أصوات النقابات الدولية التي تتقاسم الموقف نفسه، والعمل على تعزيز التضامن من أجل تكريس قيم الحرية والسلام والكرامة.
وخلص المشاركون إلى ضرورة تقوية التنسيق بين النقابات والمنظمات الداعمة، وتكثيف الحملات التي تعرّف بالقضية الصحراوية وتساند حق شعبها في الاستقلال، مع التأكيد على أهمية التحركات المشتركة في الفضاء الأوروبي والدولي.
