احتضنت مدينة وهران على مدار 4 أيام النسخة العاشرة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات “SIPA 2025”، الحدث الذي جمع المهنيين والخبراء والمستثمرين من الجزائر وخارجها، حيث سجل الصالون حضورًا واسعًا تجاوز 20 ألف زائر، وشارك فيه حوالي 180 عارضًا يمثلون 17 جنسية، مع امتداد مساحة الصالون الإجمالية إلى 4735 مترًا مربعًا، ما منح المشاركين مساحة واسعة لاستعراض ابتكاراتهم وفرص الاستثمار في القطاع البحري
وتميزت هذه الدورة بتعزيز الشراكات الاقتصادية، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات تعاون، شملت ثلاث اتفاقيات جديدة خلال حفل الاختتام، إضافة إلى اتفاقيات أخرى تم إبرامها خلال أيام المعرض، في خطوة تهدف إلى دعم المؤسسات الناشئة وتطوير المشاريع البحرية الوطنية. كما سلط الصالون الضوء على البعد الدولي للقطاع من خلال مشاركة سلطنة عمان كضيف شرف، ممثلة في وزير الثروة الزراعية والسمكية والموارد المائية سعود بن حمود الحبسي، إلى جانب وفد من المؤسسات الاقتصادية العمانية، ما ساهم في تبادل الخبرات واستكشاف آفاق التعاون بين البلدين
واشتمل برنامج الحدث على مجموعة من الورشات العلمية والتقنية، حيث تم تنظيم أكثر من 10 ورشات جمعت 38 مؤسسة ناشئة ومتخصصين اقتصاديين ومؤسسات تمويل، وركزت على تعزيز روح المقاولاتية ودعم الابتكار في مجال الصيد البحري وتربية المائيات بالإضافة إلى التعريف بتقدم برنامج رقمنة القطاع وتقاسم المعارف لصالح التعاونيات الجزائرية، كما تناولت بعض الورشات موضوع تثمين المنتجات البحرية والمنتجات الثانوية الناتجة عن تحويلها والتشاور التقني لبناء القدرات في إنتاج وإدارة مدخلات تربية المائيات بهدف تطوير شبة تربية المائيات وجعلها من بين الحلول لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي للمواطن.
على صعيد آخر، نظم الصالون أكثر من 18 لقاء ثنائي بين المؤسسات العمومية والخاصة والمبتكرين لمناقشة فرص الاستثمار في القطاع البحري وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الميدانية، وقد أسفرت هذه اللقاءات والورشات عن مخرجات عدة أهمها تحفيز المستثمرين على الالتزام بالتأمين لضمان استمرارية العقود ومرافقة شركات التأمين لمربي المائيات من خلال الوقاية والإرشاد وتوسيع نشر ثقافة الرقمنة الممنهجة ووضع معايير موحدة لضمان تكامل الأنظمة الرقمية وتشجيع الابتكار عبر مراكز البحث العلمي والحاضنات لدعم المشاريع الرقمية وتعزيز قدرات المؤسسات الناشئة وتكثيف المرافقة لتأسيس تعاونيات الصيد البحري وتسييرها إداريًا وماليًا فضلاً عن دعم بناء القدرات في إنتاج وإدارة مخرجات تربية المائيات وتسهيل التراخيص الخاصة بمجهزي السفن والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان نجاح حملات الصيد
إلى جانب ذلك، تخلل الصالون فعاليات جانبية مثل ورشة تذوق لتثمين منتجات تربية المائيات على مدار الأيام الأربعة بمشاركة أكثر من 2000 شخص، وزيارات سياحية للتعرف على المعالم الثقافية والسياحية للمدينة، ما أضاف بعدًا ترفيهيًا وتعليميًا للحدث
وأكد المدير العام للصيد البحري وتربية المائيات ميلود تريعة في كلمته خلال فعاليات ختام الصالون، أن هذا الحدث الإقتصادي لم يكن مجرد منصة لعرض المنتجات، بل يمثل فرصة حقيقية لتوقيع الاتفاقيات والشراكات، وتعزيز التعاون بين جميع الفاعلين في القطاع، مشيرًا إلى أن الصالون أصبح مناسبة سنوية مهمة تعكس قدرة وهران على استضافة فعاليات اقتصادية كبرى ودعم المؤسسات الناشئة وتعزيز الابتكار ورفع القدرة الاستثمارية للقطاع، حيث وجّه المدير شكره لوالي وهران و لكل المساهمين في إنجاح هذا الحدث الهام .
واختتم الصالون بتوقيع 11 اتفاقية شراكة وتعاون لفائدة مهنيي الصيد البحري وتربية المائيات، ما يعكس نجاح النسخة العاشرة في تقديم فرص اقتصادية ملموسة وتحقيق أهدافه التنموية والاستثماري.
