
تم يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الصحة ووزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، تتعلق بالعلاج الإشعاعي للأطفال المصابين بالسرطان، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان التكفل الأمثل بمرضى السرطان، لاسيما فئة الأطفال.
وجرت مراسم التوقيع بمقر وزارة الصحة، بإشراف وزير الصحة، البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان، ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الأستاذ عبد الحق سايحي، بحضور مستشار رئيس الجمهورية، رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، ورئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، إلى جانب رؤساء لجان الصحة والشؤون الاجتماعية بغرفتي البرلمان، إطارات من القطاعين ورئيس اللجنة الطبية الوطنية، وعدد من الخبراء وممثلي وسائل الإعلام.
كما تهدف هذه الاتفاقية إلى ضمان التكفّل بالعلاج الإشعاعي لفائدة الأطفال دون سن الثامنة عشرة، من خلال شراكة بين الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء والمؤسسات العمومية والخاصة المتخصصة في العلاج الإشعاعي، بما يعزز التكامل بين القطاعين العمومي والخاص ويسهم في تحسين الخدمات المقدمة لهذه الفئة الحساسة من المرضى.
ويحظى ملف السرطان باهتمام خاص من السلطات العليا في البلاد، باعتباره أحد أبرز التحديات الصحية والإنسانية، حيث تم خلال السنوات الأخيرة تحقيق تقدم ملحوظ في مجال مكافحته بفضل الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي تعتمد على توفير الموارد البشرية والتقنية اللازمة وضمان توافر الأدوية المبتكرة لعلاج هذا الداء، حيث تُترجم هذه الجهود ميدانيًا من خلال إنشاء وتوسيع مراكز مكافحة السرطان عبر مختلف ولايات الوطن وتجهيزها بالمسرّعات الخطية وأجهزة المحاكاة الضوئية الحديثة، إضافة إلى فتح وحدات جديدة للعلاج الكيميائي لتقريب الخدمات من المواطنين وتحقيق اللامركزية في التكفّل الطبي.
وفي السياق ذاته، تم اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة بعض المسرّعات الخطية إلى الخدمة في أقرب الآجال، من خلال تعزيز التنسيق بين وزارات الصحة، والصناعة الصيدلانية، والتجارة الخارجية وترقية الصادرات، واستحداث آلية “الممر الأخضر” لتسهيل استيراد قطع الغيار والمستلزمات التقنية، مع متابعة دقيقة لعقود الصيانة لضمان جاهزية الأجهزة واستمرارية الخدمة الصحية.
كما تتواصل جهود تطوير المنظومة الوطنية للعلاج الإشعاعي بإنشاء مصالح جديدة في مراكز مكافحة السرطان بكل من الشلف، الأغواط، المدية، بجاية وتيارت، إضافة إلى تجهيز المستشفيات الجديدة ذات 240 سريرًا بوحدات مماثلة، مما سيسهم في رفع قدرات التكفّل وتوسيع شبكة العلاج عبر التراب الوطني.
وتؤكد وزارة الصحة التزامها بمواصلة العمل على تحسين التكفّل بالمصابين بالسرطان وتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين في القطاع الصحي، تحقيقًا لعدالة أكبر في الولوج إلى العلاج وضمان نقلة نوعية في الخدمات الموجهة للمواطنين.














