العالم

رسالة الشعب تكشف الفقر والخيانة والتطبيع قبل خطاب ملك المغرب

على وقع توتر اجتماعي متصاعد في المغرب، وتنامٍ غير مسبوق لحركة احتجاجية تقودها فئة الشباب”جيل Z 212”، الذي خرج إلى الشوارع منذ أكثر من عشرة أيام مطالبًا بالعدالة الاجتماعية وتحسين الأوضاع المعيشية، برزت رسالة مفتوحة موجهة إلى الملك محمد السادس، وُقّعت من طرف أكثر من 60 شخصية فكرية وسياسية مختلفة، تطالب بإصلاحات عميقة وإعادة النظر في سياسة القمع و التطبيع مع الكيان التي ينتهجها نظام المخزن.

الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام مغربية ودولية، من بينها Reuters ، جاءت في لحظة فارقة، قبل الخطاب الملكي المرتقب يوم الجمعة المقبل في افتتاح الدورة البرلمانية، والذي ينتظر منه المغاربة أن يقدّم إجابات حقيقية عن الأوضاع المعيشية الصعبة والمزرية والاحتقان الاجتماعي المتزايد.

وحسب ما أوردته الصحف، فإنّ الموقّعين على الرسالة وجّهوا نداءً صريحًا إلى الملك من أجل فتح ورش إصلاح سياسي واجتماعي شامل، محذرين من أنّ الفجوة بين مؤسسات الدولة والجيل الجديد آخذة في الاتساع، وأنّ لغة الخداع و التطمين الزائف لم تعد تكفي أمام واقع اقتصادي مرير وارتفاع غير مسبوق في الأسعار والبطالة والفقر.

ويرى مراقبون أنّ الرسالة لم تكن مجرد مبادرة رمزية، بل مؤشّرًا على تحوّل في المزاج العام داخل النخبة المغربية، التي بدأت تدرك خطورة تجاهل الغضب الشعبي المتنامي في الشوارع. فالإحتحاجات التي تقودها حركة “جيل Z 212” منذ أكثر من عشرة أيام، تعكس شرخًا اجتماعيًا عميقًا، خصوصًا مع ما يوصف بـ«انسداد الأفق السياسي» وفقدان الثقة التامة في الحكومة والأحزاب.

من جهة أخرى، تشير تقارير إعلامية إلى أنّ الخطاب الملكي المنتظر يشكّل لحظة حاسمة، ليس فقط لطمأنة الشارع، بل لتحديد ملامح المرحلة المقبلة، فالتحديات الاقتصادية والضغوط الاجتماعية، تجاوزت حدود الوعود، وأصبحت تتطلب قرارات ملموسة تضع المواطن في قلب الأولويات، بعد سنوات من التفاوت والاحتقان والإهمال التام لشرائح المجتمع .

الرسالة الموجّهة إلى الملك، وإن بدت في ظاهرها دعوة إلى الإصلاح، فإنّها تعبّر عن أزمة ثقة عميقة تعصف بالمشهد المغربي، حيث لم يعد الشارع يكتفي بالشعارات أو الخطابات المتكررة، فجيل الشباب اليوم، الموصوف إعلامياً بأنه “الجيل الذي لم يعد يخاف” يعبّر عن وعي سياسي جديد، يطالب بالكرامة والعدالة، لا بالمساعدات أو الوعود.

ويرى مراقبون أنّ هذا الزخم الشعبي المتزايد يضع نظام المخزن أمام مسؤولية جسيمة، لاسيما في ظلّ ضعف الوسائط السياسية وعجز الحكومة عن تقديم حلول واقعية، فالخطاب المرتقب، سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على الإنصات للشارع، وتحويل المطالب الاجتماعية التي تعول كثيرا على تحسين الأوضاع الإجتماعية للمغاربة الذين يعيشون في فقر وظلم مع نظام مُطبع منذ سنوات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: