صدور العدد المزدوج لمجلة إنسانيات “سوسيو أنثروبولوجيا الديني في منطقة المتوسط”
صدر العدد المزدوج 95- 96 ( جانفي- سبتمبر 2022) لمجلة إنسانيات التي يشرف عليها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية”الكراسك” ، بعنوان سوسيو أنثروبولوجيا الديني في منطقة المتوسط. يتضمن العدد جزأين، عدد صفحات الجزء1( 203 صفحة)، وعدد صفحات الجزء 2( 179 صفحة) ، وتناول الجزآن 20 موضوعا ما بين دراسات ولقاءات ومراجعات نقدية لتقارير وكتب حديثة.
أشرف على تنسيق هذا العدد الدكتور جيلالي المستاري (مركزالكراسك)، و الدكتور محمد خالد الغزالي (جامعة بادوفا، إيطاليا) والباحثة الدكتورة دافني أكوروني ( جامعة ليون3، فرنسا) ، وتناولت موضوعاته ثيمات ذات علاقة بسوسيوأنثروبولوجيا الديني في ميدان أوسع هو منطقة المتوسّط بضفّتيها من خلال سياقات محلّية ومداخل مختلفة، بعد أن تناولت أعداد موضوعاتية سابقة للمجلّة الحالة الجزائرية والمنطقة المغاربية.
هدف هذا العدد الجديد، بجزأيه، هو تحيين المناقشات والدراسات حول التديّن في ضفّتي المتوسط، وإلقاء الضوء على مضامين الخطابات وطبيعة الممارسات والتمثّلات الدينية السائدة في سياق التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تعرفها هذه المنطقة بضفتيها الشمالية والجنوبية ، حيث جمع أوراقا بحثية وإسهامات أخرى (لقاءات ، قراءات نقدية لكتب وتقارير ، مواقف بحث، مسارات بحثية.. ) حول ميادين بحث في كل من الجزائر وتونس والمغرب ومصر وسوريا وفلسطين وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا واليونان، مع دراسات مقارنة شملت كندا ودولا إفريقية مختلفة.
ناقشت أوراق الجزء الأول الموسوم”التلقي والممارسات في سياقات محلية” الموضوعات التالية: “الشباب في الجزائر وخطابات المرجعيات الدينية. نتائج دراسات ميدانية” ( جيلالي المستاري، فؤاد نوار ومصطفى مجاهدي ، مركز الكراسك، وهران)، “النص القرآني: مقاربة إبستمولوجية” (لطفي هشام زرقة)، الثقافة الرقمية وتحدّيات الهوية الدينية عند الشباب المغربي (هدى كريملي)، قراءة نقدية في “تقرير الحالة الدينية في تونس 2011-2015” ( صفوان الطرابلسي وآخرون). وفي دراسة لتمثّلات الدين والروحانيات في الضفة الشمالية والجنوبية من المتوسط، كتب عبد الحميد فايز عن “كرامة الولي ولعنته:«التازُوبَّا» وقداسة العنف “، وتناولت ورقة أوجينا روسو موضوع تغيّر التقاليد الدينية المسيحية في اليونان اليوممن خلال مقالها مقالها “الروحانية: تحوّلات الممارسة الدينية العامية في اليونان، النوع والسلطة”. وأنجزت دافني أكوروني لقاءا مع الباحث البريطاني المختص في أنثروبولوجيا الأديان شارل ستوارت حيث تمحور النقاش حول التحوّلات العميقة التي تعرفها الظاهرة الدينية في شمال المتوسّط، من إسبانيا غربا إلى اليونان شرقا، وعلاقتها بالعولمة، والهجرات والأزمة الاقتصادية العالمية . وعرف هذا الجزء وقفة ذكرى مع المسارالمعرفي للباحث السوري الراحل محمد شحرور، ومراجعة نقدية لثلاثة كتب صدرت حديثا: كتاب “أزمة الخطاب الديني الإسلامي : ضرورة العبور من أفلاطون نحو كانط ” لعالم الاجتماع الجزائري عدي الهواري، وكتاب: “علوم الشرعو العلوم الاجتماعية . نحو تجاوز القطيعة”للباحث الفلسطيني ساري حنفي.كما تمّ تقديم الكتاب الضخم حول “الطاعون والعدوى في المتوسط الإسلامي : تاريخ جديد للمرض في المجتمع العثماني” لصاحبه فارليك نوكات .
وناقشت أوراق الجزء الثاني الموسوم ” سياقات عابرة للمتوسط ” الموضوعات التالية: “فرنسا والإسلام: علاقة التنازع ” (دافني أكوروني)، الإسلام والفضاء العام في إيطاليا ( محمد خالد الغزالي)، “حول الإسلام العابر للمتوسط. حالة الأئمة السينيغاليين في مرسيليا والمغاربة في بروكسل “، (صوفي بافا وفريد العسري )، “الدين و المكانة الاقتصادية والقيم الليبيرالية. قراءة في مسوح ميدانية ” ( ابراهيم الحمداوي). وتناول الباحث الإيطالي إنزو باتشي في مقاله “الأديان في أرض الرسالة” ظاهرة انتقالات رهبان الخمسينية والنزعة الخمسينية الجديدة في الديانة المسيحية بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء. وإثراء للعدد، تم نشر مختصر رسالة دكتوراه للباحث الإيطالي الشاب نيكولا دي مورو حول تدبير الحقل الديني في إيطاليا، ومناقشة كتاب “فسيفساء الإسلام” ،حيث تناول موضوعات الإسلاموفوبيا في الضفة الشمالية من المتوسط وتصاعد الحركات الدينية في الضفة الجنوبية.كما تمّ التطرّق إلى موضوع التديّن في المجتمع المصري اليوم بتقديم مراجعة نقدية لكتاب عالم الاجتماع المصري أحمد زايد: “صوت الإمام.. الخطاب الديني من النسق إلى التلقي”. وتضمّن هذا الجزءمن عدد إنسانيات وقفة ذكرى معالمؤرخ الجزائري الراحل عمر كارلي،وتقديم لمسار الباحث الفلسطيني في علم الاجتماع الديني ساري حنفي، حيث تجلتم خلاله صور انتقال باحث ضمن أنظمة معرفية، يسارية وإسلامية وليبرالية، بما يعيد فتح نقاش هادئ حول العلاقة بين النخب في سياق متعدّد، كما جاء في تقديم العدد.
كمال.م
