جنيف: ندوة أممية تكشف معاناة المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية

شهد مقر الأمم المتحدة بجنيف، على هامش الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان، انعقاد ندوة دولية حول حقوق الإنسان بعنوان “الحرمان من الحق في الدفاع…جريمة أن تكون صحراويا”، حيث تم التطرق خلالها إلى الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون الصحراويون داخل السجون المغربية، وذلك حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية (واص) اليوم الأربعاء.
وقد نُظم اللقاء برعاية منظمات دولية مثل “فرونت لاين ديفندرز” ومنظمة الخدمة الدولية، إلى جانب دعم من البعثة الدائمة لجنوب إفريقيا، فيما افتتحت المحامية النرويجية تونا سورفون مو أشغال الندوة بالتشديد على “خطورة أوضاع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية”، معتبرة أن “التعتيم الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال المغربي على واقعهم وواقع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة عموما أمر خطير ولا يمكن السكوت عنه”.
وفي سياق المداخلات، تناولت ممثلة منظمة فرونت لاين، بريال سيباها، قضية الناشط الحقوقي محمد حالي، الحائز على جائزة المنظمة لعام 2025، كما تطرقت إلى ملف المعتقل السياسي الصحراوي الحسين أمعذور الذي رحلته السلطات الإسبانية إلى المغرب رغم طلبه اللجوء السياسي إليها.
بدوره، قدم البروفيسور مادس أنديناس، الرئيس السابق للفريق الأممي المعني بالاعتقال التعسفي، مداخلة ركز فيها على “حساسية أوضاع المعتقلين السياسيين” والحاجة الماسة إلى تمكين المراقبين والخبراء الدوليين من الاطلاع المباشر على أوضاعهم والتحقيق فيها.
وفي مداخلة أخرى، استعرض المعتقل السياسي الصحراوي السابق إبراهيم موسييح معاناة السجناء الصحراويين، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية، بينما سلط الناشط الحقوقي حسنا أبا مولاي الداهي بادي الضوء على أصناف المضايقات والتعذيب الذي يواجهه المعتقلون السياسيون داخل السجون المغربية ومعاناة أسرهم، مؤكدا أن “الحماية الدولية ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية أمر ضروري للتخفيف من خطورة الوضع”.
وعلى صعيد متصل، أدان ممثل منظمة اللاعنف، المحفوظ بشري، “الحصار المفروض على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية”، مشيرا إلى أنه يستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان من صحراويين وأجانب على حد سواء، إضافة إلى التضييق على وسائل الإعلام.
واختتمت أشغال الندوة بكلمة نائبة الممثل الدائم لجنوب إفريقيا بجنيف، تشولوفيلو تشيولي، التي أبرزت أن الاعتقال التعسفي في الصحراء الغربية “أضحى أداة ممنهجة لإخماد المقاومة السلمية”، مشددة على أن حرمان الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير “أمر غير مقبول”، ومذكرة بالتجربة التاريخية لبلادها في مواجهة نظام الفصل العنصري.