العالم

الرياضة الفلسطينية بين الشهادة والتدمير: الاحتلال يستهدف الهوية..

إستشهاد العداء الفلسطيني علام عبد الله العمور

لم تتوقف آلة الحرب الصهيونية عند استهداف البشر والحجر، بل امتد عدوانها ليطال الرياضة الفلسطينية التي تُعدّ جزءاً أصيلاً من هوية الشعب الفلسطيني وثقافته الوطنية. فقد دُمّرت أكثر من 300 منشأة رياضية منذ اندلاع الحرب، منها 184 منشأة دُمرت بالكامل، و116 منها تعرضت لأضرار جزئية، بما فيها ملاعب أنشئت بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، مثل ملاعب اليرموك وفلسطين ومحمد الدرة التي تحولت اليوم إلى مراكز إيواء للنازحين.

ووسط هذا المشهد المأساوي أفادت اليوم وسائل إعلام فلسطينية، أنّ العداء الفلسطيني علام عبد الله العمور ارتقى شهيداً برصاص جيش الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات الإنسانية في خانيونس جنوب قطاع غزة، ليضاف اسمه إلى قائمة طويلة تضم المئات من الرياضيين الذين فقدوا حياتهم في العدوان الإسرائيلي المستمر.

وبحسب إحصائيات غير رسمية، فقد تجاوز عدد شهداء الأسرة الرياضية الفلسطينية 800 رياضي منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 30 رياضياً استشهدوا خلال شهر يوليو الجاري وحده، بمعدل شهيدين يومياً، بينما ارتقى 13 رياضياً خلال يونيو الماضي، وتضم القائمة أسماء بارزة في مختلف الألعاب: من كرة القدم، الكرة الطائرة، الكاراتيه، المواي تاي وحتى كرة اليد.

ومن بين هؤلاء الشهداء وفق المصادر نفسها، استشهد اللاعب أحمد علي صلاح من أكاديمية الخضر للمحترفين برصاص قوات الاحتلال، بينما قضى اللاعب عماد حواجري من نادي الرباط جراء قصف استهدف مخيم النصيرات. كما استشهد كل من الرياضيون، محمد عبد المنعم الجعبري، عماد يوسف السمهوري (إداري)، مصطفى ميط، عبد الله مازن حويلة، أيمن الهمص، يوسف أيمن النجار وغيرهم. أما من رياضة كرة الطائرة فسقط عبد الكريم النمنم وأحمد المفتى، ومن الكاراتيه أيمن طوطح، ومن المواي تاي عمار حمايل، فيما فقدت كرة اليد اللاعب محمد حسين النشار.

وتؤكد الوقائع أن استهداف الرياضيين والمنشآت الرياضية ليس عشوائياً، بل هو محاولة منظمة لطمس ملامح الهوية الفلسطينية، فالملاعب التي كانت فضاءً للأحلام والطموحات، تحولت إلى ساحات دمار ومقابر جماعية، فيما يقبع العشرات من الرياضيين الفلسطينيين خلف قضبان سجون الاحتلال بين محكومين ومعتقلين إداريين، في محاولة للقضاء على أحد أبرز رموز الصمود والوجود الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: