مجتمع

وفاة حليمة خداش… خسارة فنية في عزّ العطاء

فقد الوسط الفني الجزائري إحدى نجماته الشابات، بعد أن غيّب الموت الفنانة حليمة خداش المعروفة باسم “حليمة ألما”، مساء أمس الخميس، عن عمر ناهز 39 عامًا، بعد صراع طويل مرض السرطان.

وكانت الراحلة قد خاضت رحلة مؤلمة مع المرض خلال الفترة الأخيرة، قبل أن تفارق الحياة في أحد مستشفيات إسبانيا، حيث كانت تتلقى العلاج هناك، وقد أكدت مصادر مقربة وتقارير صحفية أن حليمة كانت تصارع المرض منذ فترة، قبل أن تتفاقم حالتها مؤخرًا، وتدخل مرحلة المضاعفات التي أنهت مسيرتها الفنية والإنسانية.

حليمة خداش وُلدت عام 1986 بالجزائر العاصمة، وتخرجت من كلية الطب بتخصص جراحة الأسنان، إلا أن شغفها بالفن دفعها إلى ترك المجال الطبي بعد سنوات من الدراسة، لتلتحق بعالم التمثيل الذي أحبته منذ الصغر، انطلاقتها جاءت سنة 2011، عندما قررت المشاركة في تجربة أداء لمسلسل رمضاني، بمبادرة من والدها الذي شجعها على خوض التجربة.

وكان أول ظهور بارز لها ضمن السيت كوم الكوميدي الشهير “ديدين مالك الهمبرغر”، الذي شكل بوابتها الحقيقية إلى عالم الشاشة الصغيرة، وفتح لها آفاقًا جديدة في الدراما الجزائرية، بعدها، توالت أعمالها الفنية المميزة، على غرار مشاركتها في مسلسل “يمت”، و”بابور اللوح”، حيث تمكنت من إثبات موهبتها وجذب الجمهور بأدائها الطبيعي والعفوي.

عرفت حليمة بشخصيتها القريبة من الناس، وكانت تحلم بتجسيد أدوار تمثل المرأة الريفية الجزائرية، تلك المرأة التي تعيش في البيوت القديمة، ترتدي “الجبة” وتغطي شعرها بلحاف، وتُربي المواشي وتعيش تفاصيل الحياة البسيطة، كما صرّحت في إحدى مقابلاتها، وعلى الصعيد الغنائي، أبدعت في إعادة أداء أغنية “المقنين الزين” للفنان الشعبي الراحل محمد البدجي، حيث لاقى صوتها وإحساسها تجاوبًا واسعًا من قبل الجمهور الجزائري.

برحيل حليمة خداش، تفقد الساحة الفنية الجزائرية صوتًا شابًا واعدًا، ووجهًا أحبّه الجمهور، وموهبة كانت في أوج عطائها، حيث خلف خبر وفاتها صدمة في قلوب محبيها وزملائها، الذين نعوها بكلمات مؤثرة، مستذكرين حضورها الإنساني والفني الذي سيبقى محفورًا في الذاكرة.

رحم الله الفنانة حليمة خداش، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها وكل محبيها جميل الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: