الحكومة الصحراوية تندد بتصوير فيلم بمدينة الداخلة المحتلة وتعتبره خرقًا للشرعية الدولية

أعربت الحكومة الصحراوية عن إدانتها الشديدة لتصوير عمل سينمائي بمدينة الداخلة الواقعة تحت الاحتلال المغربي، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية ولمبادئ العمل الثقافي والفني، كما ناشدت الجهات الثقافية والحقوقية الدولية بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لمنع أي استغلال سياسي للفن والثقافة في الأراضي المحتلة.
وأوضحت وزارة الثقافة الصحراوية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، أنها تتابع “بانشغال بالغ” ما يتم تداوله بخصوص شروع طاقم عمل سينمائي في تصوير مشاهد بمدينة الداخلة المحتلة، الواقعة في الجنوب من إقليم الصحراء الغربية، الخاضع لاحتلال عسكري غير شرعي من قبل المغرب، في انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية وتجاهل تام للوضع القانوني للإقليم غير المحكوم ذاتيًا.
وسجلت الوزارة استياءها الشديد من تصوير فيلم دولي على أرض محتلة دون أدنى تنسيق مع الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، جبهة البوليساريو، مؤكدة أن ما حدث يُعد تطبيعًا ثقافيًا خطيرًا مع واقع الاحتلال، واستغلالًا غير أخلاقي للفن والسينما في محاولة لتجميل صورة استعمار لا يزال يُفرض بالقوة، ويواجه يوميًا بصمود شعب يناضل من أجل نيل حريته وكرامته.
وأكد البيان أن تحويل الداخلة إلى فضاء تصوير يخدم أغراض الدعاية السياحية ليس سوى محاولة ممنهجة لتزييف الواقع، وتجاهل الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها الإنسان الصحراوي، وثقافته، وحقوقه الأساسية.
كما اعتبرت وزارة الثقافة أن أي تصوير فني أو سينمائي على أرض الصحراء الغربية المحتلة، دون إشعار أو موافقة جبهة البوليساريو، يمثل انتهاكًا مباشرًا للشرعية الدولية ولأخلاقيات الإنتاج الثقافي، مشيرة إلى أن الانخراط في مثل هذه الأنشطة، مهما كانت نواياها، يسهم في تبييض واقع الاحتلال والتطبيع معه على الساحة الدولية.
وفي هذا السياق، وجهت الوزارة دعوة إلى كافة الفنانين والمنتجين والمؤسسات السينمائية عبر العالم إلى ضرورة الاطلاع على الوضع القانوني والسياسي للإقليم قبل المشاركة في أي نشاط فني قد يتم توظيفه لأهداف سياسية تخدم الاحتلال.
وفي ختام بيانها، جدّدت الوزارة رفضها المطلق لمثل هذه الممارسات، مؤكدة أن الثقافة الصحراوية ستظل أداة مقاومة، وصوتًا للحرية، ومرآة تعكس الحقيقة التي لا يمكن طمسها أو تزييفها، مهما كانت الوسائل المستخدمة.