العالم

تورط المغرب في شبكات تهريب المخدرات يثير جدلاً وتحقيقات أوروبية تكشف المزيد من الفضائح

تتواصل الفضائح المرتبطة بتورط المغرب في إغراق الأسواق الدولية بالمخدرات، في ظل اتهامات متكررة بتزعمه لشبكات دولية تنشط في تهريب “السموم البيضاء” نحو عدد من الدول، وعلى رأسها إسبانيا، كما تكشف عن ذلك التحقيقات القضائية الجارية في عدة دول أوروبية.

وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام مغربية عن معطيات مثيرة ضمن التحقيقات الجارية في إسبانيا حول شبكة لتهريب المخدرات نحو السويد، حيث تبين وجود صلات بين المشتبه فيه الرئيسي جواكيم بروبيرغ، صهر عمدة مدينة ماربيا الإسبانية والعضو السابق في مجلس الشيوخ عن الحزب الشعبي “أنجليس مونيوز”، وبين شبكة دولية لتهريب المخدرات، بعد أن تم رصده على متن عبارة قادمة من المغرب برفقة أحد المتهمين الرئيسيين.

وخلال جلسة محاكمة عقدت يوم الإثنين الماضي، كشف مفتش الشرطة الإسبانية المكلّف بالقضية أن التحقيق بدأ بطلب من السلطات السويدية، بعد رصد نشاط مشبوه لأشخاص يتنقلون بين السويد وإسبانيا ضمن سوق مخدرات تتسم بالعنف وجرائم القتل. وأظهرت التحريات أن بروبيرغ كان على صلة بالمتهم نيلس أندرس فيشر، حيث تم تصويرهما في مكتب مشترك، ثم على متن عبارة قادمة من مدينة طنجة، رغم محاولتهما التظاهر بعدم التعارف، ما أثار الشكوك.

وبيّنت عمليات التنصت أن بروبيرغ لعب دور الوسيط بين منظمات إجرامية ومزودي المخدرات، في حين ظهر اسم مزود رئيسي يُلقب بـ”روبيو”، كان يتولى تأمين المخدرات من المغرب، لتصل إلى إسبانيا عبر وسطاء آخرين. كما أثبتت التحقيقات أن الشبكة استغلت العبارات البحرية بين طنجة وجنوب إسبانيا لنقل الشحنات، مستفيدة من سهولة التنقل بين الضفتين.

وينتظر أن تسفر الجلسات القادمة عن كشف المزيد من التفاصيل، خاصة مع إدلاء شهود جدد بشهاداتهم حول واحدة من أخطر شبكات تهريب المخدرات التي تنشط بين المغرب وأوروبا.

وفي تطور آخر ذي صلة، أدانت المحكمة الجنائية بمدينة أنتويربن البلجيكية، يوم الخميس الماضي، بارون مخدرات من أصول مغربية بالسجن 12 سنة، بعد أن ثبت تورطه في تزعّم شبكة دولية لتهريب الكوكايين عبر ميناء المدينة، حيث بلغت كمية المخدرات المهربة أكثر من ثلاثة أطنان.

ووفق ما كشفت عنه التحقيقات، فقد تم تهريب المخدرات في ست شحنات خلال عام 2020، بينما قام المتهم ببيع 150 كلغ إضافية في ربيع 2021، ما مكنه من تحقيق أرباح قُدّرت بـ4.2 مليون يورو، استولى منها على مبلغ يقارب 668 ألف يورو.

من جهة أخرى، أعلن الحرس المدني الإسباني عن تفكيك شبكة إجرامية تنشط في تهريب الحشيش من المغرب إلى أوروبا عبر مدينة مليلية، مع توقيف ثمانية أشخاص وحجز مبالغ مالية كبيرة ضمن عملية تبييض أموال مرتبطة بالمتاجرة بالمخدرات.

ويُشار إلى المغرب في العديد من التحقيقات الأوروبية كمنبع رئيسي لتهريب المخدرات، ففي بداية شهر ماي الجاري، أعلنت السلطات الإسبانية عن تفكيك شبكة يقودها مغاربة تنشط في تصنيع الأسلحة داخل ورشات سرية، إلى جانب الاتجار الدولي بالمخدرات.

يذكر أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يصنف المغرب كأكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، بإنتاج يناهز 700 طن سنوياً، ما يجعله في صلب تقارير أمنية دولية تتعلق بتهريب المخدرات نحو أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: