في زيارة عمل حملت في طياتها رسائل واضحة، شدّد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، من وهران على ضرورة تعزيز دور الإعلام المؤسساتي كخط دفاع أول في مواجهة المضامين المغلوطة والحملات التي تستهدف صورة الجزائر.
الوزير الذي أشرف على انطلاق اللقاء الجهوي الأول للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، لم يتردد في حث المكلفين بالإعلام بملئ الفراغ الإعلامي، معتبرًا أن غيابهم يفتح المجال أمام مصادر أخرى قد تستغل هذا الصمت لنشر معلومات غير دقيقة، بل ومضللة في أحيان كثيرة.
وقال مزيان، في تصريح على هامش ورشة بعنوان “الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر”، إن المؤسسات بحاجة إلى واجهات إعلامية فعالة تشتغل بمهنية، وتنقل إنجازاتها للرأي العام، مؤكدًا أن أي تقصير في هذا الجانب يفسح المجال أمام محتوى إعلامي يستهدف صورتها ومصداقيتها.
وفي خطوة تنظيمية ينتظرها القطاع منذ فترة، أعلن الوزير عن استكمال إعداد كافة النصوص القانونية والتنظيمية التي ستؤطر الممارسة الصحفية، وعلى رأسها القانون الأساسي الخاص بالصحفي، والذي يتضمن أحكامًا واضحة توازن بين الحقوق والواجبات، وتُمهّد لبيئة مهنية أكثر استقرارًا.
وفي لقائه عبر أمواج إذاعة وهران الجهوية، أشار الوزير إلى أهمية التكوين المتواصل، معتبرًا إياه من أهم الأدوات لمواكبة التحولات التي يشهدها القطاع الإعلامي، خاصة في ظل تحديات الرقمنة وانتشار المعلومات الزائفة، مؤكداً في سياق كلمته أن دائرته الوزارية ستواصل دعمها للمؤسسات الإعلامية.
وفي هذا الصدّد، كشف الوزير عن برنامج وطني لتنظيم لقاءات جهوية لفائدة الصحفيين، ستتوزع عبر عدد من الولايات الكبرى على غرار قسنطينة و ورقلة على ان تُختتم بالجزائر العاصمة في 28 ابريل قبيل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف ل3 مايو من كل سنة.
يذكر أن برنامج اللقاء تضمن أربع ورشات تمثلت في “الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة” و “واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس” و “الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر” و”التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل”.
