الحدثالعالم

تواطؤ المخزن مع إسرائيل في حرب الإبادة على غزة

في تطور مثير للجدل حول القضية الفلسطينية، سترسو سفينة شحن تابعة لشركة ميرسك الدنماركية في ميناء طنجة المغربي، ضمن مسار لنقل معدات عسكرية متجهة إلى الكيان الصهيوني. وقد كشفت وثائق حديثة حصل عليها “موقع ديكلاسيفايد” البريطاني ونشرها “موقع عربي بوست”، أن شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك متورطة في نقل معدات ومكونات عسكرية إلى إسرائيل، تُستخدم مباشرة في العدوان المتواصل على قطاع غزة.

ويعد هذا الكشف صادمًا نظرًا لما يحدث في قطاع غزة من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ومثيرا للدهشة في دور نظام المخزن من هذه المعادلة العسكرية التي تستهدف قضية فلسطين المحتلة، فهل هو تواطؤ صامت أم انخراط واع لنظام المخزن ؟ .

وتشير الوثائق التي تم نشرها، كيف سيتم نقل البضائع من مصنع القوات الجوية الأمريكية رقم 4 في فورت وورث إلى قاعدة نيفاتيم الجوية في إسرائيل، على متن سفينتي حاويات تابعتين لشركة ميرسك، في الفترة ما بين 5 أبريل/نيسان و1 مايو/أيار.

وبحسب الوثائق، فإن مصنع القوات الجوية رقم 4 هو منشأة مملوكة للحكومة الأمريكية، تديرها شركة لوكهيد مارتن، المقاول الرئيسي في الكونسورتيوم الدولي الذي ينتج طائرات إف-35، كما تُعد قاعدة نيفاتيم الجوية مركز سرب الطائرات الإسرائيلية من طراز إف-35، والتي استُخدمت لارتكاب جرائم حرب في غزة.

وأشار المصدر نفسه، إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية استخدمت في العام الماضي، طائرة مقاتلة من طراز إف-35 لإسقاط قنبلة وزنها 2000 رطل على منطقة آمنة محددة في غزة، وهي منطقة المواصي، مما أسفر عن مقتل 90 شخصاً.

وفي هذا الصدّد، أكد أحد ممثلي حركة الشباب الفلسطيني، وهي منظمة قادت حملة دولية ضد شركة ميرسك “إن هذه الشحنة من شركة لوكهيد مارتن، على متن سفنها، ستضمن صيانة وإصلاح طائرات إف-35 الإسرائيلية، مما يسمح لها بالعودة إلى العمليات الميدانية في غزة.

ووفق البيانات التي تم نشرها، سيتم تحميل المكونات على متن سفينة شحن تُدعى “ميرسك ديترويت”، والتي ستُبحر من ميناء هيوستن في 5 أبريل/نيسان، كما ستعبر السفينة، التي تحمل العلم الأمريكي، “ميرسك ديترويت” المحيط الأطلسي، وترسو بعد أسبوعين في طنجة بالمغرب، حيث سيتم نقل الشحنة إلى سفينة حاويات أخرى تُدعى “نيكسو ميرسك”، كما ستصل هذه السفينة الأخيرة إلى طنجة قادمة من الجزيرة الخضراء في إسبانيا.

‏وبحسب “عربي بوست”، ستستغرق سفينة “نيكسو ميرسك” تسعة أيام لعبور البحر الأبيض المتوسط، قبل الوصول إلى ميناء حيفا الإسرائيلي في الأول من مايو/أيار. ثم تُنقل الشحنة براً إلى قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي منصة انطلاق رئيسية لحملات القصف الجوي الإسرائيلي على غزة.

ويُثير مرور هذه الشحنة عبر ميناء طنجة المغربي تساؤلات عديدة حول دور المغرب في هذه العملية، سواء من ناحية علمه بالشحنة أو صمته تجاه استخدام موانئه لأغراض عسكرية غير مباشرة هدفها إبادة الفلسطينيين الأبرياء، فبرغم التستر على العملية التي تبدو ظاهريا تجارية، إلا أن البعد الأخلاقي والسياسي و موقف نظام المخزن اتجاه القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهله، خاصة مع المعطيات التي تم الكشف عنها في ظل ما يحدث من إراقة للدماء في غزة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى