الحدث

وارسو: عطاف يشيد بالقفزة النوعية التي حققتها مؤخراً المبادلات التجارية والتفاعلات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبولنديين

حمرة فوزية 
أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف عن ارتياحه لما أفضت إليه محادثات اليوم من مخرجات هادفة ومن توافقات بناءة تؤكد على الإرادة المشتركة بين الجزائر وبولندا لتثمين الآفاق الواعدة و توطيد العلاقات التاريخية والمتجذرة بين البلدين الصديقين.

كما أشاد الوزير عطاف اليوم الجمعة خلال تصريح صحفي عقب جلسة العمل التي عقدها الوزير مع نظيره البولندي، رادوسواف شيكورسكي بوارسو, بنتائج اللقاء قائلاً: ” لقد شكل لقاؤنا اليوم فرصة ثمينة لإجراء تقييم شامل لواقع العلاقات الجزائرية-البولندية وتشخيص سبل تعزيزها وفق نظرة طموحة تستهدف الدفع بالتعاون الثنائي والارتقاء به إلى مستويات تليق بقدرات وبلدينا” .

وأعلن الوزير بالمناسبة أنه تم الإتفاق على تنصيب فريق عمل مشترك يكلف بتحديد صيغ التعاون والشراكة في مجال الطاقة، مشيراً أن المحادثات الثنائية تمحورت حول سبل وافاق اضفاء حركية جديدة على العلاقات التاريخية بين البلدين تليق بقدرات البلدين لا سيما في ظل النتائج اللافتة التي حققتها الجزائر في المجال الاقتصادي, نتيجة النهج الإصلاحي والتجديدي الذي أرساه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وهو النهج الذي “سمح بإعادة الاعتبار للعديد من المجالات الحيوية وتفعيل دورها في خلق الثروة الوطنية, سواء تعلق الأمر بالفلاحة, وبالتحديد الفلاحة الصحراوية, أو بالصناعة في مختلف فروعها, أو بالموارد المنجمية الهائلة التي تحوز عليها الجزائر, فضلا عن الطاقات المتجددة والنظيفة, لا سيما الهيدروجين الأخضر والتي من شانها ان تفتح الباب واسعا أمام فرص التعاون والشراكة بين البلدين”.

وأشاد وزير الخارجية، بالقفزة النوعية التي حققتها مؤخراً المبادلات التجارية بين البلدين، منوها في ذات السياق  بالحركية الإيجابية التي تشهدها التبادلات والتفاعلات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبولنديين، قائلاً :”حركيةٌ تظهر جلياً من خلال تفعيل مجلس الأعمال الجزائري-البولندي شهر ماي المنصرم، ومن خلال الزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال من الطرفين، وكذا من خلال تنظيم ثلاث منتديات اقتصادية مشتركة خلال الفترة 2023-2024. كما ثمن السيد عطاف هذه الحركية، آملاً أن تتعزز وأن تُوَسَّع وأن تُتَوَّجَ بإقامة مشاريع استثمارية تعود بالنفع والفائدة على الطرفين.

وأكد الوزير أنه تم الإتفاق كذلك على تعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي وعصرنته، عبر ثلاث خطوات رئيسية، عبر استكمال المفاوضات حول مشاريع الاتفاقيات المعروضة حالياً على تقدير الطرفين في مجالات الفلاحة، والتعليم العالي والبحث العلمي والرياضة، تحديث الاتفاقيات القديمة التي لا تتناسب مع السياق الحالي للعلاقات الثنائية ومع التغيرات الجذرية التي عرفها كلا البلدين، بالإضافة إلى اقتراح مشاريع اتفاقيات جديدة تهتم بالمحاور المستجدة، على غرار الذكاء الاصطناعي، البيئة والمناخ، الطاقات المتجددة، الأمن السيبرياني، وغيرها من المواضيع التي تتصدر اهتمامات وأولويات بلدينا في المرحلة الراهنة.

أما بخصوص الملفات السياسية، فأشار الوزير إلى تبادل  وجهات  النظر حول مستجدات الأوضاع في محيطينا الإقليميين المضطربين  على حد سواء، وكذا حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في ظل ما تتعرض له غزة من عدوان إسرائيلي متواصل مبرزا أنه ”  أَمْعَنَ في الشعب الفلسطيني تقتيلاً، وتدميراً، وتهجيراً، دون أي رادع، ودون أي قيود، ودون أي حدود” .
وإغتنم وزير الخارجية السيد عطاف هذه الفرصة، ليُشيد  بالموقف المشرف لجمهورية بولندا من هذا العدوان، ومن القضية الفلسطينية برمتها، لا سيما ثباتها على موقف الاعتراف الدبلوماسي بالدولة الفلسطينية، وكذا تصويتها مؤخراً لصالح قرار الجمعية العامة المتعلق بمشروع العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأمم المتحدة.

و في الختام توجه الوزير عطاف بالتهاني شكل لنظيره البولندي  بصفة مسبقة على رئاسة بلاده المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي ابتداءً من العام المقبل، وكذا تبادل وجهات النظر حول الشراكة التي تجمع الجزائر بهذا التكتل منذ ما يقرب العقدين من الزمن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!