الحدث

في كلمة أمام الجالية الوطنية.. عطاف يؤكد أن الانتخابات سترسخ قواعد وروافد بناء الصرح الديمقراطي في الجزائر

حمرة ف

التقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، مساء اليوم الأربعاء، بفيينا، بممثلين عن الجالية الجزائرية المقيمة هناك، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى النمسا بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون .

وقال الوزير عطاف بهذه المناسبة ” أبيت إلا أن أدعوكم إلى هذا اللقاء الأخوي والعائلي، اقتداءً بالسنة الحميدة التي أرساها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة زياراته الرسمية إلى مختلف البلدان الشقيقة والصديقة والشريكة.  فهذا التقليد الثابت أضحى فرصة من الفرص الهامة للإطمئنان على أحوال جاليتنا الوطنية، والاستماع إلى اهتماماتها وانشغالاتها، وكذا إطلعاها على مستجدات الأوضاع في وطنها الأم” .

وأوضح الوزير عطاف ” بالرغم من العلاقات المتواضعة بين الجزائر والنمسا في المرحلة الراهنة، بالنظر لمحدودية التجارة البينية وقلة الاستثمارات النمساوية بالجزائر إلا أنها آخذةٌ في التطور وذلك في سياق المشاريع الهامة التي تجمع بين بلدينا”.

وأضاف وزير الخارجية ” ولاشك أن مشروع الهيدروجين الأخضر عبر الخط الجنوبي، الذي سينطلق من الصحراء الجزائرية وصولاً إلى القارة الأروروبية، سيكون له الأثر البالغ في إدراج العلاقات التي تربط الجزائر بالنمسا وببقية الدول الأوروبية المعنية ضمن بعد استراتيجي بأتم معنى الكلمة” .

كما أثنى عطاف، بالمسيرة التي ابتدأها الرئيس تبون، بإرساء قاعدة جامعة صلبة قوامها الاستقرار المؤسساتي والسياسي للبلاد، التي تشمل حزمة من الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي وضعت نُصب أولوياتها بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع ينهي التبعية التي طال أمدها لقطاع المحروقات.

وذلك عبر يقول الوزير ” إعادة الاعتبار للصناعة الوطنية بمختلف فروعها، بعث دور الفلاحة في التنمية الوطنية لا سيما الفلاحة الصحراوية، الكشف عن المقدرات المنجمية الهائلة لبلادنا وتفعيلها بعد عقود من الركود، تحسين المناخ العام للاستثمار، وكذا محاربة كل أشكال الفساد والبيروقراطية” .

وأكد وزير الخارجية، أن النتائج المحققة تشير أن الجزائر تسير على النهج الصحيح مذكرا في ذات السياق، أن الاقتصاد الوطني أصبح يُصنف ضمن أقوى الاقتصادات الثلاث في إفريقيا.

و قال عطاف، لأفراد الجالية الجزائرية مذكرًا بنتائج التدابير الهامة التي أقرّها رئيس الجمهورية بغرض توطيد أواصرهم وتفاعلهم وترابطهم مع وطنهم الأم على مختلف المستويات وعلى شتى الأصعدة، خاصة فيما يتعلق بالمسائل ذات الطابع الاجتماعي مثل التكفل بمصاريف عديد الخدمات، والتجند للدفاع عن حقوق المواطنيين الجزائريين بالخارج، وتوسيع النظام الوطني للتقاعد ليشمل الرعايا الجزائريين بالمهجر، وكذا تخصيص حصص من السكنات الاجتماعية لفائدتهم في إطار البرامج الوطنية للسكن، وبالمسائل ذات الطابع الاقتصادي، والتي يتم عبرها تحفيز الجالية بالخارج للمساهمة في مسار تنمية الاقتصاد الوطني وعصرنته، لا سيما عبر تمكين شبابنا بالمهجر من الاستفادة من الآليات الوطنية المخصصة لإحداث مؤسسات مصغرة. 

كما أشار في ذات السياق إلى التدابير الجديدة لعصرنة الخدمات القنصلية وتسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية وتحسين ظروف استقبال أبناء المهجر خلال موسم الاصطياف وتشجيع كل المبادرات الرامية إلى هيكلة وتنظيم صفوف جاليتنا ضمن جمعيات مؤطرة ومؤثرة.

و أضاف عطاف، ” إن ما تشهده بلادنا من نهضة يقتضي تظافر جهود جميع بناتها وأبنائها، أينما كانوا وحيثما وجدوا. ومن جانبها، تسهر السلطات العمومية جاهدة على تهيئة جميع الظروف الكفيلة بتمكينكم جميعاً من المساهمة الفعلية والفعالة في هذا المسعى.  

وحسب عطاف ” ولا يفوتني في هذا المقام، أن أهيب بحسكم الوطني وبحنينكم للأمة وحرصكم على تقاسم كل ما يعنيها، للمساهمة في إنجاح الاستحقاق الانتخابي الهام الذي تُقبل عليه بلادنا يوم السابع من سبتمبر المقبل”، مشيراً إلى إن هذا الاستحقاق له العديد من الخصائص والميزات ، حيث تعتبر محطة مفصلية لدعم استباب الأمن والاستقرار الذي حققته بلادنا وهي التي قد تعافت واسترجعت قواها وشقت طريقها نحو المزيد من الأمن والتنمية والرفاه” .  

كما أكد في ذات المنظور أن هذه الانتخابات سترسخ قواعد وروافد بناء الصرح الديمقراطي في الجزائر، كما ستُقوي وستجذر أكثر في الحياة السياسية الوطنية دولة المؤسسات بصفتها الرديف للدولة الوطنية القوية، الدولة الوطنية المؤثرة، والدولة الوطنية التي يُنظر لها كشريكهام، وكشريك مضمون، وكشريك موثوق، وكشريك له وزنه الذي يُعتَدُّ به وكلمته التي يُصغى لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!