الحدث

البيان الكامل لكلمة وزير الخارجية أمام الصحافة

" عطاف يشكر أعضاء أسرة الإعلام على متابعة أشغال الإجتماع الوزاري الإفريقي "

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل، أعضاء أسرة الإعلام،

مرحباً بكم في هذه الندوة الصحفية، وشكراً على تغطيتكم ومتابعتكم لأشغال هذا الاجتماع الوزاري الهام للجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، وهو الاجتماع الذي اختتمنا للتو مُداولاتِه واعتمدنا مخرجاته .  
. تجدر الإشارة في المستهل إلى أن انعقاد هذا الاجتماع الوزاري في دورته الحادية العشرة يندرج أساساً في إطار الجهود الإفريقية المتواصلة والرامية لتصحيح الظلم التاريخي المُسلط على قارتنا فيما يخص تهميشها في مجلس الأمن، وذلك عبر العمل من أجل ترقية وتكريس الموقف الإفريقي المشترك على النحو المنصوص عليه في توافق “إيزلويني” و”إعلان سرت.
وقد شهد اجتماعنا اليوم من ناحية المشاركة، حضورا متميزًا لأغلب الدول الأعضاء في لجنة العشرة على مستوى وزراء الخارجية، الذين أُوجه لهم جزيل الشكر نظير تلبيتهم الدعوة، ونظير مُساهمتهم القيّمة في نجاح أشغال اجتماعنا اليوم، وعلى رأسهم زميلي وزير خارجية جمهورية سيراليون، السيد موسى تيموثي كابا، الذي تقود بلاده بكل اقتدار جهودنا المشتركة في إطار هذه اللجنة.
أما من ناحية المضمون، فقد تركزت أشغالنا اليوم على مستويين رئيسيين: التقييم والتخطيط.
وأقصد بالتقييم، تقييم مسار المفاوضات الحكومية التي تتم تحت قبة الأمم المتحدة حول إصلاح مجلس الأمن، وكذا تقييم التقدم المحرز على درب ترقية الموقف الإفريقي المشترك وتوسيع قاعدة الدول والمجموعات الداعمة له.
وأقصد بالتخطيط، التحضيرو الاستعداد للمحطات والاستحقاقات المقبلة، وإعداد خطة عمل تؤطر وتوجه تحركاتنا ونشاطاتنا ِالمستقبلية.

أولاً، فيما يتعلق بالتقييم، فأعتقد أن تقييمنا كان إيجابيا إلى حدٍّ بعيد:

سواء من ناحية عودة وتجدد الاهتمام الدولي بمسألة إصلاح مجلس الأمن في سياق التأزم الذي تعرفه العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة،
أو من ناحية تنامي وتزايد الدعم الذي صار يحظى به الموقف الإفريقي المشترك، حتى من لدن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وهي الدول التي أصبحت تقر وتعترف بضرورة، بل حتمية، وضع حدٍّ لإجحاف التاريخي المفروض على قارتنا الإفريقية في مجلس الأمن.
. ثانياً، فيما يتعلق بالتخطيط، فقد تُوِجَت مداولاتُنا اليوم باعتماد خطة عمل طموحة ترمي أساساً إلى توظيف الزخم المتجدد الذي يعرفه ملف إصلاح مجلس الأمن وتثمين الدعم المتزايد الذي يحظى به الموقف الإفريقي المشترك.

. وتتمثل أهمية هذه الخطة في أنها تُحدد خمسة جبهات رئيسية لجهودنا ومساعينا المستقبلية، وذلك على النحو التالي:
أولاً، تعزيز الجبهة الداخلية، وذلك عبرالحفاظ على وحدة الصف الإفريقي في وجه المحاولات الرامية إلى استمالة بعض أعضاء مجموعتنا إلى مسارات أخرى لا تتماشى مع تصورنا المشترك ومع توافقنا الجامع في إطار منظمتنا القارية، الاتحاد الإفريقي.
ثانيا، تكثيف مشاركة مجموعة العشرة في المفاوضات الحكومية التي تتم تحت قبة منظمتنا الأممية، مع التركيز أكثر على خصوصية الموقف الإفريقي وعلى ضرورة توفير معالجة منفصلة للمطالب الإفريقية، معالجة تحترم الطابع الأولوي والاستعجالي لهذه المطالب، وتنأى بها عن الانسداد الناجم عن تضارب مواقف التكتلات والمجموعات الأخرى.
ثالثاً، تعزيز التواصل والتفاعل مع مختلف الفاعلين من دول ومجموعات وتكتلات لتوسيع قاعدة الدعم الدولي لصالح الموقف الإفريقي المشترك. وأود أن أشير هنا إلى أهمية الاجتماع الوزاري المقبل بين مجموعة العشرة ومجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهو الاجتماع المرتقب على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة شهر سبتمبر.
رابعاً، الانخراط الفعلي لمجموعة العشرة في الاستحقاقات الدولية المقبلة، وعلى رأسها قمة المستقبل المرتقبة شهر سبتمبر، بغية تحقيق إختراقات جديدة ومكاسب إضافية للدفع نحو التكفل بالمطالب الإفريقية المتعلقة بتمثيل عادل ومنصف لقارتنا في مجلس الأمن.
خامساً وأخيراً، المبادرة بطرح المطالب الإفريقية فيما يخص ملف الإصلاح على طاولة مجلس الأمن، وذلك في سياق المبادرة الخلاّقة والهامة التي اتخذتها جمهورية سيراليون بتنظيم جلسة نقاش رفيعة المستوى حول هذا الموضوع خلال فترة رئاستها للمجلس شهر أوت المقبل. وهي المبادرة التي ندعمها ونثمنها في إطار مجموعة الA3، كونها تُضفي توجُهاً جديداً، وتسمح بتكثيف الضغوط بصفة مباشرة على الفاعلين الرئيسيين في ملف الإصلاح.  
 وفي الختام، أجدد الشكر لأخي معالي الوزير موسى تيموثي كابا، ولكافة الزملاء وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء في مجموعة العشرة، على مشاركتهم الفعالة، وعلى التزامهم الدائم والثابت بالموقف الإفريقي المشترك الذي يجسد طموحات وتطلعات قارتنا في تبوء المكانة التي تستحقها كفاعل دولي مسؤول، ومؤثر في القرارات التي تهم السلم والأمن في العالم، ولا سيما في ربوع قارتنا الافريقية.
 شكراً على كرم الإصغاء، والكلمة لكم معالي الوزير.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!