الحدثوطني

اليوم الوطني للجيش: أدوار ريادية في حماية الوطن وتلاحم أبدي مع الشعب

الجزائرتحيي الجزائر غدا الجمعة، اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، الذي أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عرفانابالأدوار الريادية للمؤسسة العسكرية في حماية الوطن والاضطلاع بمهامها الدستورية النبيلة لضمان الأمن الشامل وفق رؤية متبصرة،وتكريسا لتلاحمها الأبدي مع الشعب الجزائري.

ولأدل صورة عن هذا التلاحم تلك المشاهد التاريخية والتدخلات البطولية لأفراد الجيش الوطني الشعبي في نجدة وإعانة المواطنين الذينحاصرتهم حرائق الغابات التي اندلعت مؤخرا في بعض مناطق الوطن وتم إخمادها في ظرف قياسي، حيث استشهد 10 عسكريين وهميقومون بإجلاء المواطنين الذين حاصرتهم ألسنة اللهب، مما يثبت مجددا مدى متانة الرابطة جيشأمة.

وعززت هذه الفاجعة، التي خلفت 34 ضحية من مدنيين وعسكريين، من قيم التآزر والتعاضد بين الجزائريين عبر هبة تضامنية وطنية شملتكل التراب الوطني وتعاطف واسع مع أسر الضحايا من مدنيين وعسكريين، ظهر جليا من خلال رسائل التعزية والمواساة التي غزت مواقعالتواصل الاجتماعي وفي مقدمتها تعازي رئيس الجمهورية، كما تم تداول صور الضحايا وفيديوهات خلدت بسالة أفراد سليل جيش التحريرالوطني في مجابهة الحرائق وإجلاء المواطنين وإسعاف الجرحى، قبل أن يتم تطويق هذه الحرائق بفضل الوسائل المادية والبشرية الهامةالتي تم تسخيرها.

ولا يزال الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال، هوحامل لواء أبطال الأمجاد من الشهداء والمجاهدينمثلما وصفه رئيس الجمهورية فيرسالته بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال61 لعيد الاستقلال والشباب، متوجها بالتحية إلى سليل جيش التحرير الوطنيالمرابط بعزة وشموخعلى الثغور والجبهات دفاعا عن الوطن والأمة“.

ولا يزال التلاحم بين الشعب الجزائري وقيادته الوطنية المخلصة ومؤسساته الدستورية ومن بينها المؤسسة العسكرية هوالضمانة الوحيدةللحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مثلما شدد عليه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، في مناسبة سابقةأبرز خلالهاما يفيض به وجدان الشعب الجزائري الواعي والأصيل من نبل الأحاسيس تجاه الوطن الذي يحتاج إلى جهد الجميع، جهدقوامه التعاون والتضامن، بل والالتزام الدائم والتام بحتمية خدمة الجزائر والمساهمة في صيانة أمنها واستقرارها وسيادتها الوطنية“.

ويعرف الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة طفرة مشهودة في عصرنة وتحديث قدرات قوام المعركة والاحترافية وتنمية وتأهيلالعنصر البشري وينفذ برنامج التحضير القتالي بصرامة واقتدار، تتخلله تمارين تكتيكية بالذخيرة الحية على مدار السنة.

وقد تمكن من تحقيق نتائج باهرة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من باب الدفاع عن مبادئ الثورة المجيدة وصون سيادة وأمنالوطن وحماية الحدود وحرمة الأراضي ووحدة الشعب، إلى جانب مساهمته في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال إستراتيجية مدروسةتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية حاجيات السوق الوطنية وتطوير القاعدة الصناعية للبلاد.

وقد أكدت مجلة الجيش في افتتاحية عددها الأخير، أن اختبار الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة في كل التمارين التي نفذت مؤخرا ليلاونهارا وفي ظروف مشابهة للمعركة الحقيقية، يؤكدالتطور الكبير المحقق على كل الأصعدة والتنسيق الجيد بين مختلف الوحدات المشاركةوقدرتها على تنفيذ مختلف الأعمال القتالية بنجاح باهر، بالإضافة إلىتحكم الأفراد الجيد في مختلف الأسلحة والمعدات الحديثة ذاتالتكنولوجيا العالية، بما لا يدع مجالا للشك في مدى الجاهزية العملياتية التي بلغتها مختلف مكونات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي“.

وأشارت المجلة إلى أن الجيش الوطني الشعبي تمكن في الفترة الأخيرة منتحقيق إنجازات معتبرة في جميع الميادين، بفضل إستراتيجيةواضحة المعالم وعمل مضني ومستمر، من خلال استعداد أبنائه للتجاوب الدائم مع التطورات الحاصلة، متسلحين بالوعي بمختلف المخاطرالأمنية المحدقة ببلادنا وبذل المزيد من الجهود لبلوغ أرقى المستويات“.

وتاريخيا، ينفرد الجيش الوطني الشعبي عن بقية جيوش العالم بكونه لم يتأسس بمرسوم، وهذا من بين العوامل التي تفسر الدلالات العميقةللبعد الوطني والامتداد الشعبي لسليل جيش التحرير الوطني الذي ولد من رحم معاناة شعب تكبد الويلات وفجر واحدة من بين أعظمالثورات في التاريخ المعاصر.

ووفاء لهذا التاريخ المجيد، صدر المرسوم الرئاسي رقم 22-217 المؤرخ في 8 يونيو سنة 2022، المتضمن ترسيم اليوم الوطني للجيش الذييخلد تاريخ تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي في 4 أغسطس 1962، مع إبراز مواصلة المؤسسة العسكرية القيامبدورهابدون هوادة في مسيرة بناء الوطن والمحافظة على الوحدة الوطنية والاستقلال والدفاع عن السيادة الوطنية وكذا الحفاظ على وحدةالتراب الوطني“.

ويتم الاحتفال بهذا اليوم الوطني على مستوى جميع مكونات الجيش الوطني الشعبي المنتشرة عبر كامل التراب الوطني، من خلال تنظيمتظاهرات وأنشطة مختلفة تمجيدا وعرفانا لشهداء ومجاهدي ثورة التحرير المباركة ولشهداء الواجب الوطني ولكبار معطوبي مكافحة الإرهابوكذا أفراد الجيش الوطني الشعبي على تفانيهم الراسخ وتضحياتهم الجسام.

واج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!