
قام وزير الثقافة والفنون، السيد زهير بلّلو، مساء اليوم الأحد، بزيارة ميدانية إلى المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية (ENAG)، وذلك ضمن سلسلة الزيارات التي يجريها لمتابعة أداء المؤسسات التابعة للقطاع، والوقوف على مدى تقدم برامج تحديث الوسائل وتحسين الحوكمة، خاصة على مستوى المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي.
استهل الوزير زيارته بتفقد الفضاءات المخصصة للخدمات الاجتماعية، حيث التقى بالعمال واستمع إلى انشغالاتهم، مؤكداً على أهمية العناية بالجانب البشري لضمان جودة الأداء والاستقرار المهني داخل المؤسسة.
بعد ذلك، تنقل الوزير إلى المطبعة الرئيسية للمؤسسة، حيث قدم المدير العام، السيد هشام عيساني، عرضاً مفصلاً حول نشاطات ENAG التي تعتبر أحد الفاعلين الرئيسيين في مجال النشر والطباعة على المستوى الوطني. فمنذ تأسيسها سنة 1983، تمكنت المؤسسة من ترسيخ مكانتها كمحرك أساسي في دعم النشر الثقافي والمعرفي، لاسيما من خلال طباعة الكتب في مختلف المجالات، إلى جانب خبرتها الواسعة في طباعة الكتاب المدرسي.
وخلال جولته عبر الورشات الإنتاجية، عاين الوزير مختلف مراحل العمل، خاصة ما يتعلق بـ طباعة المصحف الشريف والكتب المدرسية، كما وقف على الإمكانيات التقنية الكبيرة التي تمتلكها المؤسسة، بما في ذلك آلات الطباعة الحديثة أوفست رباعية الألوان، المكابس الدوارة، وخطوط التجميع والتجليد المتطورة، التي تتيح للمؤسسة تحقيق طاقة إنتاجية تصل إلى 12 مليون كتاب سنوياً، إضافة إلى قدرة توزيع وتسويق تقدر بحوالي 700 ألف نسخة عبر مختلف مناطق الوطن.
وأكد الوزير خلال هذه الجولة على ضرورة الالتزام بمعايير الجودة واحترام الآجال، مع العمل على تطوير الأداء المهني وفق مقاربة ترتكز على النجاعة والتخصص ومواكبة التطورات التكنولوجية في قطاع الطباعة والنشر.
كما شملت الزيارة المطبعة الثانوية الخاصة بطباعة التذاكر والمطويات، إضافة إلى وحدة العمل المتواصل المتخصصة في طباعة الوثائق الإدارية والفواتير وشهادات التأمين وبطاقات العمل، والتي شهدت مؤخراً عملية تحديث في التجهيزات للرفع من مستوى الإنتاجية. وشملت الجولة أيضاً مخازن المواد الأولية والإصدارات النهائية الموجهة للتوزيع.
وفي ختام الزيارة، توجه الوزير إلى مقر محافظة الصالون الدولي للكتاب، حيث استمع إلى عرض قدمه المحافظ، السيد محمد إقراب، حول التحضيرات الجارية لتنظيم طبعة استثنائية من هذا الموعد الثقافي الأبرز في الجزائر وأهم تظاهرة للكتاب في شمال إفريقيا، مشيراً إلى اختيار الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيف شرف لـ “سيلا 2025”.
وأكد المحافظ أن الجهود متواصلة لضمان نجاح هذه الطبعة من حيث تنوع الدول المشاركة، اتساع العروض، واستقطاب جمهور واسع، مع التركيز على تحسين ظروف التنظيم والاستقبال.
من جانبه، شدد الوزير على ضرورة بلوغ أعلى درجات الجاهزية والتنسيق المحكم بين جميع الفاعلين الثقافيين والإداريين، لضمان نجاح هذه التظاهرة بما يعكس مكانة الجزائر على الساحة الثقافية الدولية.