في ندوة صحفية عقدها وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، صباح الأحد، بمقر الوزارة، تم الكشف عن النتائج الرسمية لامتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2025، وسط أجواء من الاعتزاز والارتياح، بالنظر إلى مؤشرات النجاح وتزايد الوعي الجماعي بأهمية التحصيل العلمي والانضباط المدرسي.
في مستهل كلمته، أشاد الوزير سعداوي بالجهود الجبارة التي بذلها التلاميذ وأولياؤهم وكافة أفراد الأسرة التربوية، مؤكدًا أن البكالوريا ليست مجرد امتحان بل محطة استراتيجية لتقييم مردودية المؤسسات التعليمية عبر الوطن. وأوضح أن الوزارة ستشرع في دراسة تفصيلية للنتائج المسجلة، بهدف تطوير السياسات التربوية واستثمار التجارب الناجحة في تحسين الأداء التعليمي على المستوى الوطني.
واكد الوزير أن عدد المترشحين المسجلين لاجتياز البكالوريا قد بلغ و878873 مترشحًا، حضر منهم 771657، وبلغ عدد الناجحين 367122 مترشحًا، أي بنسبة نجاح وطنية قدرها 51.57 بالمئة بالنسبة للمتمدرسين، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في الأداء مقارنة بالدورات السابقة.
كما تم تسجيل إنجازات متميزة-يضيف المتحدث- تمثلت في تحقيق نسبة نجاح بلغت 100 بالمئة في عدد من المؤسسات التعليمية، وحصول 1754 تلميذًا على تقدير ممتاز، منهم 1700 متمدرس و54 حر، إضافة إلى بلوغ عدد الحاصلين على معدل 16 فما فوق 24732 تلميذًا، وتسجيل 12737 علامة كاملة في مواد مختلفة، وهو ما يعكس مستويات رفيعة من التميز العلمي.
وكشف الوزير عن تصدر ولاية تيزي وزو الترتيب الوطني بنسبة نجاح قدرها 62.83 بالمئة، تليها ولاية غليزان بـ62.09 بالمئة، ثم بجاية بـ59.50 بالمئة. أما مدارس أشبال الأمة فقد واصلت تألقها بنسبة نجاح بلغت 98.16 بالمئة، في حين سجلت المدرسة الدولية الجزائرية بفرنسا نسبة 80 بالمئة، ما يعكس نجاح التجربة التربوية الجزائرية في الخارج.
وكان من بين أبرز المتفوقين على المستوى الوطني رونق زاني من سوق أهراس، شعبة الهندسة الكهربائية، بمعدل 19.70، ثم يحياوي ملك من معسكر، شعبة الرياضيات، بمعدل 19.52، وكامل نرجس من الجزائر وسط، شعبة الهندسة الكهربائية، بمعدل 19.52
كما تألق التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في تحديات مختلفة، مبرزين روح الإصرار والعزيمة، مثل حمداني صالح من الطارف، تحدي حركي، بمعدل 18.29، وحامدي منيب عبد الرحمن من باتنة، تحدي بصري، بمعدل 16.87، والتيجاني إلياس من الوادي، تحدي سمعي، بمعدل 15.93.
لم يغب عن الوزير التأكيد على أهمية التوجيه نحو التخصصات العلمية والتقنية، خاصة الرياضيات، مشيرًا إلى المشاركة المشرفة لتلاميذ الجزائر في الأولمبياد الدولية بأستراليا. كما نوه بالدعم الرئاسي المستمر للقطاع، لا سيما بعد إصدار القانون الأساسي والنظام التعويضي الجديد الذي حسّن الظروف المهنية والاجتماعية للأسرة التربوية
وفي تحضيراته للدخول المدرسي المقبل، أعلن الوزير عن إطلاق أسبوع تربوي بنمط جديد يركز على تفاعل كل مكونات الجماعة التربوية، إلى جانب إطلاق حملة وطنية للصحة المدرسية تحت شعار “الصحة المدرسية… من أجل مستقبل صحي آمن”، في تأكيد على العلاقة الوثيقة بين جودة التعليم وصحة المتعلمين.
وفي ختام الندوة، أكد الوزير سعداوي أن شهادة البكالوريا ليست نهاية الطريق، بل خطوة ضمن مسار طويل نحو التكوين العالي أو الانخراط المهني وريادة الأعمال. ووجه رسالة أمل ودعم للتلاميذ الذين لم يوفقوا في هذه الدورة، مؤكدًا أن أبواب النجاح تبقى مفتوحة أمامهم عبر مسارات متعددة.
