في إطار النشاطات العلمية والتكوينية، احتضنت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، يوم أمس الأربعاء، يومًا دراسيًا تكوينيًا لما بعد التدرج (EPU) حول موضوع “طب الأورام الجزيئي الحيوي والطب الشخصي” (Oncologie Biomoléculaire et Médecine Personnalisée). وقد نُظم هذا اللقاء العلمي من طرف مصلحة طب الأورام بإشراف البروفيسور بريكسي فايزة رقيق، ومصلحة البيوكيمياء بإشراف البروفيسور ناشي مراد، بالتعاون مع مخبر البحث في الكيمياء الحيوية الطبية وعلم الأحياء الجزيئي، والجمعية الوهرانية للأورام السرطانية، وبمساهمة فعّالة من كلية الطب بجامعة وهران 1.
و شهد هذا الحدث العلمي الهام حضور عدد من رؤساء المصالح الاستشفائية، وأطباء ومختصين في مجالات مختلفة، على غرار طب الأورام، البيوكيمياء، التشريح المرضي، علم المناعة، الوراثة السرطانية، البيولوجيا الجزيئية، التصوير الطبي، الإحصاء البيولوجي، إضافة الى مشاركة أساتذة جامعيين من جامعة وهران.
أكّد المشرفون على تنظيم هذا اليوم الدراسي أن الحدث لم يقتصر على كونه لقاءً تكوينيًا فحسب، بل مثّل خطوة أولى نحو إطلاق اجتماع تشاوري متعدد التخصصات (RCP Onco-Biomoléculaire) يُعنى بدراسة الحالات السرطانية من زاوية البيولوجيا الجزيئية. ويهدف هذا الإجراء إلى تحليل الطفرات الجينية الخاصة بكل مريض من أجل اقتراح العلاجات الأكثر فعالية، وذلك ضمن إطار أكاديمي وتنسيق علمي مع جامعة وهران، بما يعزز التوجه نحو الطب الشخصي في علاج السرطان.
من المنتظر أن يشمل هذا المشروع فريقًا متعدد التخصصات يجمع بين البيولوجيين، أطباء الأورام، الإحصائيين البيولوجيين، خبراء البيوكيمياء، أطباء التشريح المرضي، أخصائيي التصوير الطبي، والجراحين، في إطار مقاربة تكاملية. ويأتي هذا التوجه بهدف إرساء منهجية دقيقة لتحليل كل حالة سرطانية بشكل فردي، والاعتماد على البيانات البيولوجية والجينية لتحديد الاستراتيجية العلاجية الأنسب لكل مريض.
ويأتي هذا تماشياً مع توفر العديد من الأدوية الموجهة لعلاج السرطان، ما يجعل من الضروري تحليل الطفرات الجينية لدى المرضى لتحديد العلاج الأمثل، بما يعزز فعالية العلاج، ويمكن المرضى من العيش لفترات أطول مع تحكم أفضل في المرض.
كما سيتوسع هذا المشروع ليشمل دراسة القابلية الوراثية للإصابة بالسرطان لدى أفراد عائلة المريض، ما يُسهم في الكشف المبكر عن خطر المرض، وتفادي تطوره، من خلال المتابعة المنتظمة ووسائل الوقاية الدقيقة. وفي هذا السياق، وفّرت إدارة المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر بوهران تقنية التحليل الجيني عالي الدقة (NGS à haut débit)، التي ستدخل قريبًا حيز الخدمة بمصلحة البيوكيمياء. وتُعد هذه التقنية من بين الأحدث في مجال التحاليل الوراثية، حيث تُمكّن الطاقم الطبي من إجراء تحاليل معمقة وموثوقة، تدعم القرار العلاجي وتُوجه المسار العلاجي بدقة علمية متقدمة.