أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، خلال إشرافه على افتتاح أشغال اللقاء الجهوي الرابع للصحفيين والإعلاميين بالجزائر العاصمة، أن اللقاءات الثلاثة السابقة التي عقدت بوهران وقسنطينة وورقلة أبرزت اهتماما كبيرا بالواقع الحالي للمهنة ووعيا متقدا برهانات المستقبل، على ضوء التغييرات الحاصلة في النماذج الإعلامية والمستوى التقني والتكنولوجي.
وقال الوزير إنه شعر بارتياح كبير مما لمسه من تجاوب مع مسعى استحداث جبهة إعلامية موحدة، كفيلة بالرفع من إنتاج المضامين الإعلامية الوطنية، بما يجعلها تتجاوب مع التحديات الحالية التي تطبعها الهجمات المتكررة ضد البلاد، سواء المباشرة أو تلك التي تستخدم الفضاء الرقمي ضمن ما يصطلح عليه بحرب الجيل الخامس.
وأضاف أن هذه الحرب تسعى لتغيير سلوكيات المواطن تجاه بلاده ودفعه لمواقع تضعف قوام الدولة. واستحضر الوزير، بالمناسبة، شهداء المهنة وشهداء الواجب الوطني، مذكرا بما تزخر به الصحافة الجزائرية من أسماء وأقلام مشهورة، مؤكدا أن الصحافة كانت دائما تدافع عن سيادة الدولة ومبادئ الجمهورية المستلهمة من نداء أول نوفمبر.
وأوضح السيد مزيان أن الأسرة الإعلامية تجتمع اليوم في العاصمة بهدف مساءلة واقع المهنة بهدوء وروية، والعمل على رفع العقبات وحلحلة التعقيدات، من أجل وضع ورقة طريق واضحة تكفل الارتقاء بالإعلام الوطني ومواكبة التطور العالمي، وتمكينه من أداء مهامه الوطنية في الرد على الهجمات الإعلامية.
وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن العالم يشهد اليوم تغيرا كبيرا في وسائط إرسال المعلومة وتقنيات الاستهلاك الإعلامي، مما يحتم ضرورة مواكبة التحول الرقمي بوعي وجدية، عبر إنتاج مضامين مكثفة ونوعية تضمن الحضور المستمر في الفضاء الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، رغم ما تحمله من مخاطر.
وأكد الوزير في كلمته، أن العمل جار حاليا لإدراج تقنيات الجيل الخامس، وسيتم الإعلان عن ذلك مع بداية شهر جوان المقبل من خلال وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية.
وفي هذا الصدّد شدد الوزير على أهمية التوجه إلى الذكاء الاصطناعي بطريقة مدروسة، محذرا من مخاطره في حالة عدم التحكم فيه. وقال إن الذكاء الاصطناعي يمكنه تسهيل المهام على الصحفي وتحسين نجاعة المضامين المنتجة، وكذا المساعدة في التحري والتحقق من الأخبار، داعيا إلى التكوين المستمر ومواكبة الابتكارات في هذا المجال.
وأكد أيضا أن تطوير الذكاء الاصطناعي في الإعلام يساهم في دعم السيادة الرقمية الوطنية، داعيا الصحفيين إلى تقديم مقترحات لضبط أخلاقيات استعمال الذكاء الاصطناعي في الإعلام، خاصة وأن الجزائر وضعت ترسانة قانونية لحماية البيانات ذات الطابع الشخصي.
وفي معرض حديثه عن الإعلام الجواري، قال وزير الاتصال إن هذا النوع من الإعلام أصبح ضرورة استراتيجية، لأنه ينقل نبض الحياة اليومية للمواطن ويجعله في مأمن من الأخبار الكاذبة والمضامين المغرضة. وأضاف أن الإعلام الجواري يجب أن يشكل رافدا حقيقيا للتنمية المحلية وأداة للدفاع عن الذاكرة الجماعية ورمزيات الأمة، مذكرا بتأكيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على أهمية إعلام القرب.
وأشار الوزير إلى أن التحديات السياسية العالمية تفرض على الإعلام الوطني أن يكون جاهزا لمواجهتها، داعيا إلى تشكيل الهيئات المنظمة للنشاط الصحفي وتنصيب مجلس أخلاقيات المهنة، ومؤكدا على ضرورة التجنيد في جبهة إعلامية موحدة لمواجهة هذه المرحلة الدقيقة.
وختم السيد مزيان كلمته بدعوة الأسرة الإعلامية إلى المساهمة بنشاط في الورشات الأربع، معربا عن قناعته بأن الأسرة الإعلامية واعية بحساسية المرحلة وقادرة على رفع التحديات المطروحة.