متهم يمثل أمام المحكمة بعد 26 سنة من تورطه في جريمة قتل بمرسى الحجّاج!

استعرضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، اليوم الأربعاء،قضية غريبة الأطوار لمتهم كان محكوم عليه غيابيا بعقوبة 20 سنة سجن نافذة،لتورطه في قضية قتل،وذلك بموجب حكم صادر عن محكمة الجنايات سنة 1997 أي منذ 26 سنة، ولم يتم تبليغه بهذا الحكم إلاّ بتاريخ 26 سبتمبر 2021.ليقوم بمعارضة الحكم والمثول أمام المحكمة اليوم.

تعود وقائع هذه القضية الى تاريخ 04 أكتوبر 1996،بمنطقة مرسى الحجاج شرق وهران ،عندما اقتحم الضحية رفقة 3 أشخاص ملثمين مسكن المتهم. وهناك قام المتهم بإطلاق عيار ناري من مسدسه أصاب به الضحية في الرّجل الايسر، فيما لاذ الآخرون بالفرار. حيث لفظ الضحية أنفاسه عندما تم نقله الى المستشفى.

ولدى مثوله أمام المحكمة اليوم صرّح المتهم (ب.م) البالغ من العمر 64 سنة، أنه لم يتم استدعاءه ولا تبليغه بهذا الحكم ،قائلا:” لم يتم استدعائي أبدا، ولقد عملت بعد هذه الحادثة بشكل عادي لمدة 17 سنة عبر عدة ولايات كالبويرة، الأخضرية، الأغواط ،وتقاعدت منذ سنة 2013″.

وعن حيثيات القضية أكد المتهم، أنها وقعت في فترة التسعينات خلال العشرية السوداء، وقد كان حينها يعمل في مكافحة الإرهاب، وبسبب الظروف الأمنية لم يكن يزور بيته إلاّ ناذرا، وليلة الوقائع كان متواجدا في مسكنه رفقة عائلته، فتفاجأ في حدود الساعة الثالثة صباحا بقيام الضحية رفقة أشخاص آخرين باقتحام مسكنه وهم ملثمين، فقام بإطلاق عيار ناري دفاعا عن نفسه وعائلته،حيث أكد أنه أطلق الرصاص على رجل الضحية لتخويفه.

وتبين من خلال مناقشة القضية أن الضحية عندما تمّ نقله الى المستشفى كان في حالة سكر ، ومصابا في رجله، وتوفي نتيجة الطلق الناري الذي تعرّض له .

من جهته التمس النائب العام في حقه توقيع عقوبة 15 سنة سجن نافذة مع الحجر القانوني.

وخلال المرافعات ،طالب دفاع المتهم بتبرئة موكله من التهمة الموجهة اليه لأنه كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه، بالنظر الى منصبه الحساس والظروف الأمنية خلال العشرية السوداء كما أكد ان الدعوى العمومية متقادمة.

أما الطرف المدني في القضية ممثلا في والد وشقيق الضحية فقد تنازل عن التعويض المادي.

وبعد المداولة في القضية نطقت هيئة المحكمة بحكم قضى بإدانة المتهم ب3 سنوات حبس موقوفة النفاذ بعد متابعته بتهمة الضرب والجرح المؤدي للوفاة.

 

فتاتي لبنى