الحدثالعالم

“لا أخبار من الصحراء”..فيلم يستعرض قيود الإحتلال المغربي على الصحافة ويفضح الإنتهاكات

يستضيف مركز “لا ريسيدينسيا” الثقافي بمدينة كاسترو أورديالس شمال إسبانيا، يوم 12 ديسمبر، عرض الفيلم الوثائقي “لا أخبار من الصحراء”، والذي يسلّط الضوء على القيود التي يفرضها الاحتلال المغربي على الإعلام الدولي داخل الصحراء الغربية، ويكشف حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي تحت الاحتلال.

ويأتي هذا العمل، الذي أعدته الهيئة الإذاعية والتلفزيونية لأستورياس، بوصفه وثيقة استقصائية ترصد الحصار الإعلامي المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة، وتوثّق العملية التي تعرض لها فريق القناة خلال الربيع الماضي عندما حاول تغطية انتهاكات حقوق الإنسان، قبل أن يُطرد لاحقًا من الإقليم بعد تعرضه للملاحقة والرقابة.

وتنظم المبادرة منظمة “كانتابريا من أجل الصحراء” بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في محاولة لتسليط الضوء على الأساليب التي تعتمدها سلطات المخزن لمنع الصحافة الحرة من الوصول إلى المناطق المحتلة، وإغلاق المجال أمام أي صوت مستقل يفضح ما يجري من انتهاكات وتعذيب واعتقالات على الأرض الصحراوية المحتلة .

ويمتد الفيلم ل50 دقيقة، ويعرض تفاصيل مهمة فريق تلفزيون أستورياس، المكوّن من صحفيين وعضو من منظمة كانتابريا، الذين كانوا يجمعون شهادات ناشطين صحراويين ويوثّقون نشاط فريق “إيكيب ميديا”، المعروف بكشفه للانتهاكات، إلا أن مهمتهم تحولت بسرعة إلى مواجهة مباشرة مع إجراءات أمنية قمعية انتهت بوضعهم تحت المراقبة ثم احتجازهم قبل أن يُجبروا على مغادرة المنطقة.

وأكد أعضاء الفريق أن ما تعرضوا له لا يمثل حادثًا منفردًا، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة وحرمان الإعلام من الوصول إلى المعلومات حول ما يحدث في المدن المحتلة، الأمر الذي يعكس نمطًا ثابتًا في التعامل مع الصحافة في الصحراء الغربية.

كما يشير الوثائقي إلى أن الطرد القسري يأتي ضمن منظومة حصار متواصلة منذ عقود، تستهدف إخفاء الانتهاكات مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب وقمع الحريات الأساسية التي يعيشها المدنيون الصحراويون.

ويعقب العرض نقاش مفتوح مع الصحفيين ليونور سواريز وأوسكار أييندي والناشط راؤول كوندي، الذين عاشوا تجربة الطرد بأنفسهم، حيث سيوضحون القيود التي تواجه العمل الصحفي تحت الاحتلال، والتحديات التي تعيق الحصول على معلومات دقيقة، إضافة إلى دور الصحافة الاستقصائية في مقاومة سياسة التعتيم.

ويُعدّ هذا الوثائقي إضافة مهمة إلى سلسلة الأعمال التي تُدين عرقلة حرية الإعلام في الصحراء الغربية، مؤكّدًا أن محاولات إسكات الصحفيين لن تمنع الحقيقة من الوصول إلى المجتمع الدولي، وأن الصحافة المستقلة ستظل سلاحًا أساسيًا في كشف انتهاكات الإحتلال المغربي والدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: