الحدثوطني

كلمة وزير الخارجية في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة التاسعة عشرة لحركة عدم الانحياز

التحرير 

كلمة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة التاسعة عشرة لحركة عدم الانحياز ، بجمهورية أوغندا .

بسم الله الرحمن الرحيم 

شكراً السيد الرئيس،

 لكم أخي وزميلي معالي الوزير حاجي أبوبكر أدونغو من هذا الوفد خالص التهاني على تولي بلادكم، جمهورية أوغندا الشقيقة، رئاسة حركتنا، والشكر موصول لكم كذلك، وعبركم إلى كافة السلطات الأوغندية، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى الجهود المبذولة والترتيبات الموفرة لضمان نجاح القمة الهامة التي نحن بصدد التحضير لها.

كما لا يفوتني أن أشكر وأهنئ جمهورية أذربيجان الشقيقة على قيادتها لأشغال حركتنا بكل نجاح، وبكل اقتدار، وكذا على جعل أثر تكتلنا هذامحسوساً وتأثيره محسوباً في منظومة العلاقات الدولية.

ومن هذا المنظور، تتطلع الجزائر إلى هذه القمة كفرصة ثمينة أخرى لتحقيق انطلاقة جديدة ومجددة للدور النشط والفاعل والمؤثر لتكتلنا هذا في ظل السياق الدولي الراهن المثقل بالتحديات والتهديدات على شتى الأصعدة وفي جميع المجالات:

انطلاقة نريدها أن تضفي زخماً جديداً على القيم والمبادئ والمثل التي قامت عليها ومن أجلها حركة عدم الانحياز، والتي أثبت الظرف الدولي الراهن مدى حاجته إلى الاستلهام منها والاقتداء بها والاحتكام إليها،
وانطلاقة نريدها أن تخدم الصالح العام الدولي وأن تُسهم في التخفيف من حدة التوترات المتصاعدة ومن خطورة الاستقطابات المتزايدة على الساحة العالمية،
وانطلاقة نريدها أن تضغط من أجل قيام منظومة دولية متوازنة وعادلة، منظومة تضمن الأمن والاستقرار والرخاء للجميع، ومنظومة تنهي التهميش الذي طال أمده بحق الدول النامية وتستجيب لاحتياجاتها وتطلعاتها،
وأخيراً وليس آخراً، انطلاقة نريدها أن تعزز تقاليد التعاون والتآزر والتضامن بيننا، وأن تُقَوِّيَ التزامنا الجماعي بنصرة القضايا العادلة لإنهاء الاحتلال وتصفية الاستعمار تصفية نهائية وتكريس حقوقالشعوب المضطهدة عبر المعمورة.

 ومن جانبها، فإن الجزائر تلتزم أيما التزام بالمساهمة بكل جدية وبكل مسؤولية في تحقيق هذه الانطلاقة الجديدة والمتجددة، والعمل من موقعها بمجلس الأمنفي سبيل الحفاظ على مصالح حركتنا وترقية أهدافه او مبادراته .

ومن مجمل المسائل التي تطرح نفسها اليوم بإلحاح واستعجال كبيرين، فإن هذا الوفد يتطلع إلى موقف قوي وحازم من قمتنا المقبلة حول القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة يُمكن وصفها على أنها الأخطر والأدق في تاريخها.

هذه القضية بحاجة إلى دعم أكبر من قبل حركة عدم الانحياز التي، وبحكم ثقلها المعنوي والأخلاقيوتأثيرها السياسي، وبناءً على مواقفها الثابتة والمشرفة بهذا الخصوص، بإمكانها المساهمة في تعزيز الضغط الدبلوماسي نحو وضع حد لآلة القتل والدمار الإسرائيلية في قطاع غزة، ومحاسبة المشرفين عليها، وتسريع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحل جذري ونهائي للصراع برمته.

فالشعب الفلسطيني الذي ألهم المعمورة بتضحياته الجسام وبصموده الأسطوري لا يستحق منا أدنى من هكذا مواقف، ومن هكذا مساعي، ومن هكذا ضغوط لوضع حد نهائي لعقود من اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة التي مكنت الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من إلحاق أبشع الأضرار وأفضعها بأحقية وشرعية ومشروعية المشروعالوطني الفلسطيني التاريخي.

وفي هذا الإطار، فإن مبادرة جمهورية جنوب إفريقيا برفع دعوى ضد الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بتهمة شن حرب إبادة في غزة تستدعي منا كل التقدير وكل الدعم وكل الثناء. فهي الخطوة الصحيحة في الاتجاه الصحيح.

 أما فيما يتعلق بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فإننا نثمن أيما تثمين ثبات حركة عدم الانحياز على موقفها الأصلي والمتأصل في دعم حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير وفقاً لما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة الصادرة سواءً عن مجلس الأمن أو عن الجمعية العامة.

وعلى صعيد آخر، فإن هذا الوفد يدعو إلى تفعيل المواقف المتقدمة لحركتنا حول عملية إصلاح منظمة الأمم المتحدة وإعادة الاعتبار للعمل الدولي متعدد الأطراف، وكذا تقوية إسهامها في وضع العلاقات الدولية القائمة في مأمن من تداعيات القطبية الضارة بمصلحة الجميع وسياسات القوة التي تخل بركائز السلم والأمن الدوليين.

 فقناعتنا تبقى راسخة أنه لا مستقبل للبشرية إلى في ظل التعاون المثمر والاحترام المتبادل والترابط المنصف تحت قبة هذه المنظمة الأممية الجامعة وفي ظل الاحتكام إلى قواعد وقوانين الشرعية الدولية، وفي مقدمتها مجموعة القيم والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.
وشكراً السيد الرئيس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!