كلمة قوجيل لأعضاء مجلس الأمة ” نحن عائلة واحدة ضمن عائلة الجزائر الكبيرة”
وجّه رئيس مجلس الأمة المجاهد صالح قوجيل، اليوم الأحد، كلمة لأعضاء مجلس الأمة بمناسبة انعقاد غداً الإثنين الجلسة والتي ستخصص لتنصيب أعضاء مجلس الأمة الجدد المنتخبين والمعيّنين، فضلاً عن انتخاب رئيس مجلس الأمة بعنوان التجديد النصفي لتشكيلة المجلس لسنة 2025.
وجاءت كلمة السيد قوجيل كالتالي:
“أخواتي إخواني أعضاء مجلس الأمة المحترمين، لقد منحني السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، ثقته فشرفتموني باختياري لرئاسة مجلس الأمة، فأتحتم لي بذلك فرصة مواصلة خدمة وطني وشعبي عبر هذه المؤسسة الدستورية الموقرة، والتي توليت رئاستها في ظرف وطني عظيم يؤرخ لبداية مرحلة جديدة في الجزائر”.
وأعرب قوجيل قائلاً ” وإني لأعتز بكون عهدتي على رأس مجلس الأمة، والتي باشرتها في 09 أفريل 2019، قد رافقت مسارا وطنيا جديدا بعد حراك أصيل مبارك، انساب بسلميته في كل ربوع البلاد، وطالب بالتغيير وباقتلاع جذور الفساد من هذه الأرض الطاهرة، لتعود أمانة الشهداء إلى سبيل الرفعة والقوة والازدهار..
أخواتي إخواني،
لقد عملت طيلة عهدتي البرلمانية كعضو ونائب رئيس في مجلس الأمة، ثم كرئيس لهذا الصرح الدستوري الهام، على خدمة مصلحة الجزائر وتجسيد تطلعات الشعب وتكريس الديمقراطية عبر الصلاحيات التي خولها الدستور للبرلمان.. وقد حظيت في ذلك برفقتكم الطيبة وجهودكم القيمة، وتعاونكم من أجل خير ونماء بلادنا، أنتم وكل الأعضاء السابقين الذين جمعتني بهم مسيرتي البرلمانية وتركوا أثرا طيبا في نفسي وفي الناس”.
وتابع ” وإنها لمن تدابير الله الطيبة الخفية أن تتزامن رئاستي للغرفة العليا للبرلمان، مع إرساء دعائم الجزائر النوفمبرية الجديدة تحت قيادة وطنية رشيدة، وأن أشهد بعد أكثر من سبعين عاما على اندلاع ثورة التحرير المجيدة، عودة نوفمبر في جزائر شامخة كاملة الاستقلال، مُهابة بمواقف سيدة، يعلو فيها الحق وتصان الكرامة والحقوق، ويسود فيها السلم والعدالة الاجتماعية.. ثم أساهم عن قرب في تكريسها عبر الصلاحيات الدستورية للسلطة التشريعية، ومن خلال الإشراف على الأداء البرلماني الوطني الفعال من أجل تعزيز حوكمة البلاد بمنظومة تشريعية مناسبة لنهضتها الشاملة” .
وفي كل هذا” حرصت أن يتناغم مجلس الأمة مع عبق التاريخ الذي يعطر الجزائر بفضل الاهتمام غير المسبوق لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالذاكرة الوطنية.. فكان المجلس منبري الصادق الذي انهالت عبره شهاداتي التاريخية من أجل إثراء الذاكرة الوطنية بالحقيقة.. فقناعتي أن تبليغ الحقيقة هي مسؤولية المجاهدين تجاه الوطن وتجاه إخوانهم الشهداء وتجاه رسالة نوفمبر وتجاه الأجيال الجديدة”
وخاطب قوجيل الأعضاء ” أخواتي إخواني،
لقد سعيت من منبر مجلسنا السامي، أن أواصل نضالي الدائم من أجل الجزائر.. نضال بدأته شابا فتيا بين أحضان الحركة الوطنية، ثم مجاهدا في صفوف جيش التحرير الوطني، واستكملته بتلبية نداء الواجب في كل المسؤوليات التي أوكلت لي.. وها أنا اليوم أغادر إحداها مرتاح البال والضمير حامدا الله على ما حباني.. فقد أخلصت وقدمت ما استطعت بفضل عون الله وبمساهماتكم والتزامكم وانضباطكم والتفافكم حول مصلحة الوطن والشعب رغم اختلاف الانتماءات الحزبية والرؤى السياسية.. أغادر مطمئن القلب، فالجزائر المنتصرة لن تخيب بمؤسساتها القوية وكفاءاتها الوطنية وأبنائها الصالحين..
أتوجه إليكم جميعا، أخواتي إخواني، بأصدق عبارات الشكر والامتنان، وبخالص المودة وجميل العرفان على كل ما قدمتموه… كما أشكر مسؤولي هياكل مجلس الأمة وكافة إطاراته وعماله الذين تفانوا في تأدية مهامهم وساهموا بدورهم في حسن سير هذه المؤسسة.. نحن عائلة واحدة ضمن عائلة الجزائر الكبيرة، يعز عليّ الفراق لكنكم باقون في القلب”. وتمنى السيد قوجيل التوفيق والسداد للأعضاء “أودعكم وداع أب وأخ محب، وأستودعكم الله، وأرجو لكم التوفيق والسداد، وأوصيكم بوصية الشهداء: (اتهلاو في الجزائر)”..