الموقع/وكالات
تعيش المكسيك منذ ثلاثة أيام متواصلة على وقع أمطار غزيرة غير مسبوقة تسببت في مصرع أكثر من 41 شخصاً وفقدان العشرات، فضلاً عن دمار واسع طال خمس ولايات وسط البلاد، فيما تواصل فرق الإنقاذ إزالة كميات هائلة من الطين والمياه التي غمرت الشوارع والمنازل.
وذكرت صحيفة الباييس الإسبانية أن الأمطار التي استمرت لأكثر من 60 ساعة أدت إلى انهيارات أرضية وانفجار ضفاف الأنهار وانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف من المنازل، بينما تسابق الحكومات المحلية الزمن في ولايات هيدالجو، بويبلا، فيراكروز، كيريتارو، وسان لويس بوتوسي لمواجهة آثار الكارثة.
وفي ولاية بويبلا، حذّر حاكمها أليخاندرو أرمينتا من أن الأمطار لم تتوقف بعد، مشيراً إلى مقتل تسعة أشخاص وفقدان ثمانية آخرين، مضيفاً أن خمسة أنهار خرجت عن مسارها، ما تسبب في فيضانات مدمرة جرفت جسوراً ومنازل بكاملها.
وبحسب الهيئة الوطنية للحماية المدنية، فقد تم تسجيل 41 وفاة عبر أنحاء البلاد، منها 16 في هيدالجو، و15 في فيراكروز، و9 في بويبلا، وحالة واحدة في كيريتارو، إلى جانب 27 مفقوداً. وأرجعت الهيئة الكارثة إلى فيضان نهر كازونيس الذي أغرق مدينة بوزا ريكا في ولاية فيراكروز، حيث شوهدت سيول ضخمة تجرف السيارات والمنازل.
من جهتها، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم حالة الطوارئ في 117 بلدية، وأمرت بنشر 5400 عنصر من الجيش والبحرية وقوات الدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإجلاء والإنقاذ، مؤكدة أن الأولوية القصوى هي حماية الأرواح ومساعدة المتضررين.
وأوضحت شينباوم أن الكارثة ناجمة عن العاصفة المدارية “برسيلا” التي بلغت سابقاً قوة إعصار من الفئة الثانية قبل أن تضعف، إضافة إلى المنخفض المداري “ريموند” الذي لا يزال يتحرك بمحاذاة سواحل المحيط الهادئ باتجاه ولايتي سيناولا وباخا كاليفورنيا سور، حيث يُتوقع أن تتواصل الأمطار الغزيرة خلال الساعات المقبلة.
ووفقاً لشركة الكهرباء الفيدرالية، فقد انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 320 ألف منزل، أي ما يعادل نحو 2.5٪ من إجمالي المشتركين، فيما تم إعادة الخدمة إلى أكثر من 75٪ حتى مساء السبت. كما تضرر أكثر من ألف كيلومتر من الطرق الفيدرالية، وأعيد فتح 664 طريقاً بينما لا تزال 112 طريقاً مقطوعة بالكامل.
وفي بويبلا، أكد الحاكم أرمينتا أن بعض القرى لا تزال معزولة تماماً، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلى 13 شخصاً احتموا بأسطح منازلهم في انتظار المساعدة، بينما تتأثر المناطق الجبلية الشمالية بشكل مباشر بالفيضانات القادمة من الأنهار الجبلية التي تصب في الأراضي المنخفضة.