
اعتبر وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, أحمد عطاف، اليوم السبت، أن اختيار الجزائر لاحتضان النسخة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية يعكس “إرادة سياسية واضحة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في جعل الجزائر في صلب الجهود الرامية إلى دفع مسار النهضة الإفريقية”.
وخلال لقاء صحفي عقد بمقر الوزارة بالجزائر العاصمة، أوضح عطاف أن فعاليات هذا المعرض، الذي اختتمت أشغاله قبل ثلاثة أيام، كانت “مناسبة بارزة أظهرت التزام الجزائر الكامل بنجاح هذه التظاهرة الاقتصادية”، مؤكداً أن استضافتها جاءت في أجواء “حافلة بالنجاح والتألق، ورافقتها أصداء إيجابية على المستويين القاري والدولي”.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن قرار تنظيم هذه الطبعة لم يكن وليد الصدفة، بل قرار استشرافي تمت دراسته بدقة وبُعد نظر، مبرزاً أن الخطوة استندت إلى ثلاثة أسس جوهرية.
الأول، حسب وزير الدولة، هو أن تنظيم هذا الموعد القاري جاء ترجمة لإصرار رئيس الجمهورية على أن تتحمل الجزائر مسؤولياتها كاملة في المساهمة ببناء نهضة إفريقية شاملة. أما الثاني، فيتمثل في الإيمان العميق بأن التنمية الاقتصادية هي المدخل الأساسي لترسيخ الأمن والاستقرار، وأن الحروب والمجاعات ليست قدراً لا مفر منه، بل تحديات يمكن تجاوزها متى توفرت الإرادة والوسائل المناسبة.
أما الركيزة الثالثة فتجسد، كما قال الوزير، رغبة الرئيس تبون في إبراز فرص التعاون البيني في مجالي التجارة والاستثمار، ومنح دفعة قوية لمشروع النهضة الإفريقية الذي يشكل خياراً استراتيجياً لمستقبل القارة.
وبهذا المعنى، شدّد عطاف على أن هذا الحدث الاقتصادي لم يكن مجرد معرض عابر، بل موعداً قاريّاً لتجديد الالتزام بمسار تكامل اقتصادي إفريقي متين، ولتأسيس قواعد سيادة حقيقية تمكّن إفريقيا من انتزاع مكانتها الطبيعية في المنظومة الدولية.
وختم الوزير بالتأكيد على أن القارة اليوم تتحدث بصوت واحد، وتتحرك وفق استراتيجية واضحة ومتكاملة، رافضةً دور المتفرج ومصممةً على الدفاع عن مصالحها بجدية ومسؤولية.