
شارك وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، السيد محمد عرقاب، ممثلاً للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في أعمال المؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو ONUDI، المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض من 23 إلى 27 نوفمبر 2025، والذي يكتسي هذا العام طابعاً استثنائياً لتحوله إلى “قمة الصناعة العالمية – GIS 2025”، بمشاركة وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى، إلى جانب كبار قادة المؤسسات الصناعية العالمية.
وقد قاد السيد الوزير وفداً جزائرياً هاماً يضم ممثلين عن قطاعات المحروقات والمناجم والصناعة، إضافة إلى سعادة سفير الجزائر لدى النمسا والممثل الدائم لدى اليونيدو، السيد العربي لطروش، وسعادة سفير الجزائر لدى المملكة العربية السعودية، السيد الشريف وليد، ورئيس الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، السيد مراد حنيفي، علاوة على إطارات سامية من مختلف الهيئات الوطنية ذات الصلة، مما عكس الإرادة القوية للجزائر في تعزيز حضورها الصناعي والدولي في هذا المحفل العالمي بالغ الأهمية.
كما عكست هذه المشاركة الواسعة والتمثيل المتنوع أهمية حضور الجزائر في هذا الحدث الدولي الهام وحرصها على تأكيد موقعها كشريك محوري في القضايا الصناعية والطاقوية العالمية. وخلال تدخله في المناقشة العامة، هنأ السيد الوزير معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، السيد بندر بن إبراهيم الخريف، على توليه رئاسة الدورة، معبراً عن دعم الجزائر الكامل لمسارها، كما أشاد بالتنظيم المحكم وحسن الاستقبال الذي خصت به المملكة المشاركين.
ووجه السيد وزير الدولة تحية تقدير لرئيسة الدورة المنتهية عهدتها، السفيرة ديبورا ليبري، وللأمين العام لليونيدو، الدكتور غيرد مولر، عرفاناً بالجهود المبذولة في تطوير برامج المنظمة وتعزيز دعمها للدول الأعضاء.
كما جدد السيد وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، دعم الجزائر للبيانات الصادرة عن مجموعة الـ77 والصين والمجموعة الإفريقية والمجموعة العربية، مؤكداً الدور المحوري لليونيدو في دعم التنمية الصناعية، وتعزيز الابتكار، وتطوير الكفاءات، ومرافقة الدول في مواجهة التحديات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية، كما أبرز ارتياح الجزائر لسير برامج المنظمة، مشدداً على أهمية استقرارها المالي واعتماد ميزانية واقعية وفعالة، مع دعوة الدول الأعضاء إلى الالتزام بمساهماتها المالية.
وسلط السيد محمد عرقاب الضوء على الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي تشهدها الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزيز الصناعات التحويلية، ودعم الاقتصاد الأخضر والدائري، وترسيخ الرقمنة والابتكار الصناعي، بالإضافة إلى تطوير رأس المال البشري، وتشجيع الاستثمار في المؤسسات الناشئة والمصغرة، وتوطين الصناعات ذات القيمة التكنولوجية العالية.
كما أوضح أن الجزائر تمتلك إمكانات هائلة في الطاقات المتجددة بفضل موقعها وارتفاع معدل السطوع الشمسي، مما يجعلها قاعدة مثالية لتطوير اقتصاد مستدام يعتمد على الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر. وفي هذا السياق، استعرض السيد الوزير المشاريع الطاقوية والهيكلية الكبرى التي تعمل عليها الجزائر، لا سيما مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين (SoutH2 Corridor) المخصص لتصدير الهيدروجين الأخضر نحو أوروبا، ومشروع الربط الكهربائي MEDLINK بين الجزائر وإيطاليا، إلى جانب برامج توسيع إنتاج الطاقات المتجددة وتطوير الهيدروجين والأمونيا الخضراء. كما رحب بمقترح اليونيدو للإشراف على الأمانة العامة لمشروع SoutH2 Corridor نظراً لأهميته الاستراتيجية في دعم التحول الطاقوي وتعزيز الشراكة جنوب–شمال.
وأكد السيد الوزير في كلمته أن التعاون بين الجزائر واليونيدو يشهد ديناميكية متنامية، حيث يجري تنفيذ عدة مشاريع في مجالات الاقتصاد الأخضر والدائري، والتحول الرقمي الصناعي، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز منظومة الابتكار، ودعم المؤسسات الناشئة والمصغرة، بالإضافة إلى تطوير القدرات التقنية والمهارات الصناعية، كما عبر عن تطلع الجزائر إلى توسيع التعاون مع المنظمة في مجالات الطاقات الجديدة والمتجددة، والابتكار الصناعي، وسلاسل القيمة، وتعزيز بيئة الاستثمار.
ومن جهة أخرى، شدد السيد الوزير على أهمية مواءمة برامج اليونيدو مع أولويات القارة الإفريقية، لا سيما ما يتعلق بالطاقات المتجددة، والتحول الرقمي، والاقتصاد الدائري، وتطوير الكفاءات ونقل التكنولوجيا، كما ذكر بتنظيم الجزائر مؤخراً لإحدى أنجح طبعات معرض التجارة الإفريقية البينية، الذي عرف مشاركة فعالة للمنظمة. كما أشار إلى المبادرة التاريخية للسيد رئيس الجمهورية بتخصيص مليار دولار لدعم المشاريع التنموية في دول الجوار الإفريقي، وإلى استعداد الجزائر لاحتضان النسخة الرابعة من المنتدى الإفريقي للمؤسسات الناشئة، دعماً لريادة الأعمال والابتكار وسط الشباب الإفريقي.
وفي ختام البيان، دعا السيد محمد عرقاب منظمة اليونيدو إلى تكثيف الجهود لإطلاق برامج فورية لإعادة إعمار فلسطين، لا سيما في قطاع غزة الذي تعرض لتدمير واسع للبنى التحتية الحيوية، مؤكداً أن دعم الشعب الفلسطيني الشقيق يظل ركيزة ثابتة في السياسة الخارجية للجزائر.














