عاصفة غضب بالمغرب بعد إهانة عامل إقليم سطات لمدير إقليمي بوزارة التربية
حمرة ف
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حالة من الجدل والغضب العارم عقب انتشار مقطع فيديو يوثق إهانة عامل إقليم سطات، إبراهيم أبو زيد، للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالإقليم، عبد العالي السعيدي، أثناء اجتماع رسمي. وظهر العامل في الفيديو وهو يطرد المدير الإقليمي بأسلوب قاسٍ، متسائلًا عن أسباب تأخر تنفيذ مشروع يتعلق بقطاع التربية الوطنية، مستخدمًا عبارات وصفت بالمسيئة وغير اللائقة، منها: “عندك لفلوس خدم، ما عندكش لفلوس قولهالي وخرج عليا”.
وعند مراجعة مقطع الفيديو يظهر جليا النشهد المهين واللاأخلاقي واستحقار المدير التربوي وتعرضه لتجريح لفظي قاسٍ وهو مطأطئ رأسه، في صورة تعكس تسلط نظام المخزن وإستبداده للمواطنين وحتى بعض المسؤولين المغاربة .
وتسببت هذه الحادثة في موجة استياء واسعة في صفوف المواطنين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وغضب شعبي واستنكار واسع، حيث رأوا في هذا التصرف تجاوزًا واضحًا للصلاحيات وانتهاكًا لكرامة المسؤولين. وأكد النشطاء أن أسلوب عامل الإقليم يعكس غياب الاحترام في التعامل الإداري، مشيرين إلى أن التوبيخ لا ينبغي أن يتخذ شكلاً مهينًا مهما كانت الظروف.
من جهتها، أصدرت منظمة النظامي الجامعي بالمغرب بيانًا نددت فيه بالحادثة، معتبرة أن سلوك عامل سطات يعيد للأذهان “زمن التحكم وسنوات الرصاص”. وأكدت المنظمة أن المدير الإقليمي المشهود له بالنزاهة لا يتحمل مسؤولية تأخر إنجاز المشروع الذي انتقده العامل، مشيرة إلى أن عمالة الإقليم هي التي تأخرت في التأشير على قرارات تتعلق بوضع العقارات المخصصة لهذا المشروع.
كما اعتبرت المنظمة أن تصرف العامل يشكل تجاوزًا صريحًا ورأت المنظمة أن ما تعرض له المدير الإقليمي هو إهانة لمنظومة التعليم بأكملها، معتبرة أن أسلوب التهديد والوعيد الذي استخدمه عامل الإقليم يتنافى مع أبسط قواعد الحوار والتواصل الإداري. ودعت المنظمة إلى احترام كرامة المسؤولين والموظفين في قطاع التربية الوطنية، والعمل على معالجة المشكلات الإدارية بأساليب تراعي القيم الأخلاقية والقانونية.
في خضم هذا الجدل، تصاعدت الدعوات إلى ضرورة الكف عن مثل هذه التجاوزات المتكررة على المواطنين التي باتت شكلا عاديا يمارسها النظام المخزني في ظل قمع النقابات والمنظمات الحقوقية وتسلط مؤسسات الدولة على الضعفاء وغياب الإحترام وممارسة الضغط والترهيب ، حيث ظهر للعالم معاناة بعض الإداريين لقطاع حساس ك “التربية ” الذي كان من المفروض أن يراعى قطاعه وما يمثله في المجتمع .