أكدت مجلة الجيش، أنّ الجزائر حريصة أشد الحرص على َلمّ شمل القارة، قناعة منها بأن امتدادها الإفريقي ووزنها كقوة إقليمية يُحتّم عليها العمل دون هوادة ضمن هذا المسعى، والمساهمة في تمكين إفريقيا من بسط سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها واستقلالية قرارها السيادي.
وأوضحت المجلة في عددها الأخير الصادر اليوم الثلاثاء، أنّ مجلس الأمن كرس الشهر الفارط دور الجزائر نصيرا للاتحاد الإفريقي في الوقاية من الإرهاب ومكافحته، مشيرة إلى أنه تم و لأول مرّة، وبإلحاح من الجزائر، الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به مـختلف الآليات الأمنية الإفريقية القائمة.
وأضافت، أنه اعتراف بقدر ما يمثّل تشريفا للجزائر وإشادة بدورها الرائد في مكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة، فإنه يزيد من حجم هذه المسؤولية بحُكم أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، هو الناطق باسم إفريقيا في ميدان مكافحة الإرهاب والمخوّل له صلاحية متابعة هذا الملف قاريا، وهي مسؤولية تدرك الجزائر ثقلها.
وتابعت إفتتاحية المجلة ” ذلك ما أكده السيد رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال الدورة 11 من ندوة وهران رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا مطلع شهر ديسمبر 2024، قائلا: ”إن الجزائر، وهي تحتضن هذه الطبعة الحادية عشرة، تجدد التزامها الثابت بدعم كل جهد يسهم في التعبير بصوت واحد وموحد عن مصالحنا في القارة الإفريقية، متعهدة بأن تكون جسرا يجمع ولا يُفرّق، وسندا يدعم ولا يخذل، وصوتا يعلو ولا يخفت في الدفاع عن هموم وقضايا وتطلعات دولنا مجتمعة تحت قبة منظمتنا القارية”.
وفي ظل هذه الأوضاع الإقليمية والدولية المضطربة، -تؤكد المجلة- أن الجزائر تواصل دعوتها الدول الإفريقية إلى تكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، الذي كان وسيظل هدفا إستراتيجيا، بعيدا عن أي تدخل أجنبي أو استقطاب بين القوى الكبرى، والإمعان في تهميش قارتنا الإفريقية ووضعها في ذيل الاهتمامات الدولية.
وفي هذا الصدّد، تحرص الجزائر من خلال الجيش الوطني الشعبي على تفعيل آليات التعاون الأمني وأداء الدور المنوط بها في فضائها القاري إسهاما منها في بسط وتثبيت الأمن والسلم في قارتنا التي تشهد اضطرابات وتوترات متزايدة.
وذكرت الإفتتاحية، ما أكده السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمة له خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الرابعة، قائلا: ”سعت الجزائر على الدوام إلى مساعدة البلدان الإفريقية، للمحافظة على استقرارها وأمنها، ومرافقتها في تسوية أوضاعها الأمنية، من خلال تفضيل الحلول الداخلية واحترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها المحلية، هذا فضلا عن تقديم المساعدات في مـختلف المجالات، العسكرية والاقتصادية والإنسانية… فالجزائر ورغم المحاولات البائسة للتشويش على دورها ومكانتها القارية، تظل رقما مهما في المعادلة الإفريقية وفاعلا أساسيا في هذا المجال الحيوي”.