
شكّلت زيارة رئيس جمهورية بيلاروسيا إلى الجزائر فرصة سانحة لإعادة تأكيد المواقف الثابتة للدبلوماسية الجزائرية تجاه أبرز القضايا الإقليمية والدولية، ففي تصريح أدلى به، عقب المحادثات التي جمعته بنظيره البيلاروسي بمقر رئاسة الجمهورية، جدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون التزام الجزائر بدعم الحلول العادلة التي تحفظ حقوق الشعوب وتضمن استقرار المنطقة.
وأوضح السيد الرئيس أن المباحثات تناولت بتفصيل الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث شدّد على أن القضية الفلسطينية تظل محوراً أساسياً في السياسة الخارجية الجزائرية، مؤكداً أنه لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي في المنطقة دون تمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما أعاد التأكيد على أن تسوية الأزمة الليبية لا تكون إلا عبر الحوار بين الفرقاء الليبيين بعيداً عن كل أشكال التدخل الأجنبي، وعلى ضرورة تنظيم انتخابات كخطوة أساسية نحو الاستقرار.
أما بخصوص ملف الصحراء الغربية، فقد أكد رئيس الجمهورية تمسك الجزائر بمقاربة تقوم على الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره، مع دعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.
وتطرقت المحادثات أيضاً إلى تطورات النزاع الروسي–الأوكراني، حيث اتفق الطرفان على أهمية تغليب لغة الحوار والدبلوماسية لتفادي التصعيد، والبحث عن حل سلمي يستند إلى مبادئ التعاون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفي الجانب الثنائي، ثمّن رئيس الجمهورية الطابع المميز لهذه الزيارة، التي تُعد الأولى من نوعها على هذا المستوى، مؤكداً أنها تعكس الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز العلاقات بين البلدين. كما ذكّر بالمحطات التي عرفت تطوراً في مسار التعاون، وعلى رأسها الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، إضافة إلى انعقاد الدورة الأولى للجنة الحكومية المشتركة في بيلاروسيا، والتي وصف نتائجها بالمشجعة.
وكشف السيد الرئيس أن الجزائر ستستضيف قريباً الدورة الثانية لهذه اللجنة، بما سيسمح بتوسيع مساحات التعاون ومواجهة التحديات القائمة، خاصة ما يتعلق بعامل البعد الجغرافي. كما عبر عن ارتياحه للنتائج الإيجابية للمحادثات الثنائية، والتي شملت تقييماً للتقدم الذي حققته الشراكة بين البلدين، وبحثاً لمشاريع تعاون متعددة القطاعات تمتد إلى آفاق 2027.
وأكد رئيس الجمهورية أن البلدين اتفقا على تنشيط الاستثمارات المشتركة في مجالات الفلاحة والصحة والصحة الحيوانية والصناعات الميكانيكية والصيدلانية والطاقة والبحث العلمي، مشيراً إلى أن الاتفاقيات الموقعة اليوم تعكس إرادة حقيقية لبناء تعاون مؤسساتي مستدام. كما أشاد بالزخم الذي عرفه ملتقى رجال الأعمال الجزائري–البيلاروسي، مبرزاً ضرورة استغلال الفرص المتاحة لرفع مستوى المبادلات التجارية التي ما تزال دون الطموحات.














