
أحيت الجزائر اليوم العالمي لمكافحة داء السكري لعام 2025 تحت شعار “مرض السكري والرفاه”، وذلك خلال مراسم احتضنتها هذا الخميس وزارة الصحة، أشرف عليها الأمين العام للوزارة، محمد طالحي، نيابة عن وزير الصحة، البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان.
وأكد وزير الصحة في كلمة بالمناسبة تلاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة، على أهمية هذا اللقاء الذي حضره ممثلو المنظمة العالمية للصحة، والخبراء والمختصون في المجال، إلى جانب إطارات الإدارة المركزية، وممثلي الوكالة الوطنية للأمن الصحي، ومهنيي الصحة، وممثلي المجتمع المدني، بالإضافة إلى مختلف الفاعلين في المنظومة الصحية من أجل تعزيز الوعي بخطورة داء السكري، مذكراً بأنه مرض مزمن ومعيق يشكل عبئاً ثقيلاً على العائلات والمجتمعات. كما وجه شكره لممثلي المنظمة العالمية للصحة واليونيسيف على مشاركتهم، مثمناً جهود مهنيي الصحة الذين ينشطون عبر مختلف ولايات الوطن في حملات التوعية والتثقيف الصحي والعلاجي، سعياً لتحسين نوعية حياة المرضى ومساعدتهم على التعايش الإيجابي مع المرض.
كما أوضح الوزير أن داء السكري يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، حيث يصيب نحو 589 مليون شخص، أي ما يعادل 11.1% من سكان الأرض، وقد يرتفع العدد إلى أكثر من 850 مليوناً بحلول سنة 2050. أما في الجزائر، فقد بلغ معدل الانتشار حوالي 14.4% لدى البالغين و32% لدى من تجاوزوا السبعين عاماً، أي ما يقارب 3.8 مليون مريض، وهو ما يضع النظام الصحي أمام تحديات حقيقية تتطلب تنسيقاً واسعاً للجهود للحد من تفشي المرض ومضاعفاته.
وبيّن الوزير أن احتفالية هذا العام تركز على الوقاية والتمكين الذاتي للمريض من خلال التربية الصحية المستمرة، باعتبارها السبيل الأنجع لتفادي المضاعفات، مشدداً على أن إشراك المريض في تسيير حالته الصحية يشكل ركيزة أساسية لتحسين نوعية حياته.
وفي هذا السياق، أبرز أن وزارة الصحة تسعى من خلال هذه المناسبة إلى تحقيق جملة من الأهداف، من بينها التوعية بدور نمط الحياة في الوقاية من المرض، وتشجيع السلوكيات الغذائية السليمة، إضافة إلى تعزيز المراقبة الذاتية لنسبة السكر في الدم، والتوجه المبكر إلى الطبيب المعالج عند الحاجة، فضلاً عن دعم الحملات المتنقلة للكشف المبكر عن المرض ومضاعفاته عبر مختلف ولايات الوطن.
كما شدّد الوزير في ختام كلمته على أن تغيير نمط العيش مسؤولية جماعية تتطلب تنفيذ استراتيجيات مبتكرة للحد من انتشار الداء. وفي الإطار ذاته، أعلنت وزارة الصحة عن إطلاق النسخة المحينة من الدليل الوطني للممارسات الجيدة في أمراض السكري، وهي وثيقة مرجعية تهدف إلى تعزيز التثقيف الصحي وتمكين المرضى ومهنيي الصحة من أدوات علمية حديثة للتكفل الأمثل بالحالات.
كما تم خلال المناسبة إطلاق عيادتين متنقلتين تحت شعار “طريق الوقاية” و”تغيير مرض السكري”، ستجوبان عدداً من ولايات الوطن بين 15 و19 نوفمبر الجاري، بهدف التوعية والكشف المبكر، إضافة إلى تكوين الأطباء العامين حول المرض ومضاعفاته، وتشجيع أنماط الحياة الصحية لدى الأطفال والبالغين المصابين بالسكري.














