بحضور 250 مشارك ..بن دودة تفتح اللقاء الوطني حول المسرح

أشرفت وزير الثقافة الدكتورة مليكة بندودة، صباح اليوم، بقصر الثقافة “مفدي زكرياء” على افتتاح أشغال اللقاء الوطني حول المسرح، بحضور 250 مشاركا من فنانين ومديري مسارح وأكاديميين مختصين.
وقبيل الافتتاح الرسمي، التقت السيدة الوزيرة بالمشاركين في باحة القصر، في أجواء سادها التواصل المباشر والتفاعل البناء مع الفاعلين في الميدان، كما استهلت السيدة الوزيرة كلمتها بالترحم على روح الفنان القدير فوزي صايشي، ودعت إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على الفقيد.
وأكدت السيدة الوزيرة في كلمتها أن المسرح يشكل جزءا أصيلا من الذاكرة الوطنية والوجدان الجمعي، وفضاء جامعا يحمل في جوهره قيم الحرية والتعبير والتلاقي.
وفي هذا السياق تطرقت إلى الأصل الفلسفي للمسرح الذي وصفته بـ”فن العالم” القائم على الحضور الإنساني قولا وفعلا وتعبيرا، مشيرة إلى أن جوهر الإنسان أن يرى ويسمع ويعرف، وهو ما يجعل المسرح انعكاسا مباشرا للطبيعة “الفينومينولوجية” للعالم. وأبرزت أن المسرح، منذ نشأته في المدينة الإغريقية، ظل رمزا ثقافيا–سياسيا للعيش المشترك، وفضاء رحبا للتعبير الحر بعيدا عن العنف والخوف، وهو بعد ما زال قائما اليوم في مختلف صيغه وتجلياته.
كما شددت السيدة الوزيرة على أن المسرح يشكل مدرسة للتعبير ومنبرا لتجسيد قيم العدالة والجمال، ومرآة لروح الأمة في تحولاتِها، مؤكدة حرص القطاع على دعم كل المبادرات الرامية إلى الارتقاء بالفعل المسرحي ومرافقة المبدعين في مساراتهم.
وأوضحت السيدة الوزيرة أن حضورها هذا اللقاء جاء للإصغاء إلى انشغالات المشاركين والاطلاع على التحديات التي تواجهها المسارح، وإشراكهم في الورشات الإصلاحية التي من شأنها أن تعيد للمسرح مكانته الطبيعية في الفضاء الثقافي الوطني.
وشملت أشغال اللقاء خمس ورشات متخصصة تناولت مجالات الحوكمة والتسيير، إنتاج وتوزيع العمل المسرحي، جمهور المسرح واستراتيجيات استقطابه، التكوين والأرشيف والرقمنة، إضافة إلى دور التعاونيات والجمعيات الثقافية في دعم الإبداع. وعلى هامش اللقاء، عقدت الوزيرة اجتماعا مع مديري المسارح الوطنية والجهوية خصص لبحث سبل تفعيل دور هذه المؤسسات وتطوير آليات عملها.
وفي الجلسة الختامية، استمعت السيدة الوزيرة إلى التوصيات التي رفعتها الورشات، وتقدمت بالشكر للمشاركين على ما أبدوه من التزام وروح بناءة، مؤكدة عزمها على متابعة هذه المخرجات وترجمتها إلى خطوات عملية تعزز مكانة المسرح الجزائري وتفتح أمامه آفاقا واعدة.