
نظّمت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين، بالتعاون مع شركة هواوي الجزائر، يوما تكوينيا بفندق الجزائر، تمحور حول “تكنولوجيا المعلومات والاتصال والذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام الوطني”، وذلك بحضور وزير الاتصال، البروفيسور زهير بوعمامة، إلى جانب عدد من الإعلاميين والصحافيين من مختلف المؤسسات الإعلامية.
ويأتي هذا اللقاء التكويني في إطار البرنامج السنوي الذي تسطره المنظمة لتطوير مهارات الصحافيين وتعزيز معارفهم التقنية، بما يتماشى مع التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام على الصعيدين الوطني والدولي.
وتضمن اليوم التكويني محاضرات قدمها خبراء من شركة هواوي، ركزت على سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في الممارسة الصحافية، من خلال جمع وتحليل البيانات، والتحقق من الأخبار، ومكافحة التضليل الإعلامي، إضافة إلى عرض أحدث الابتكارات التقنية التي يمكن أن تسهم في تطوير الأداء الإعلامي.
وخلال كلمته الافتتاحية، أبرز رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين، السيد سليمان عبدوش، أن العالم يشهد تحولا رقميا عميقا أعاد صياغة مفاهيم الاتصال والإعلام، مؤكدا أن تمكين الصحافيين من أدوات التكنولوجيا الحديثة يشكل اليوم شرطا أساسيا لبناء إعلام وطني متجدد واحترافي. وأوضح أن المبادرات التكوينية من هذا النوع تمثل استثمارا في المورد البشري الذي يعد حجر الزاوية في أي نهضة إعلامية.
وفي سياق متصل، ثمّن السيد عبدوش الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية لتجسيد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، من خلال مشاريع كبرى على غرار إنشاء المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإطلاق مراكز بيانات ومؤسسات متخصصة في تنمية المهارات الرقمية، إلى جانب إنشاء صندوق استثماري لدعم الابتكار.
وأشار إلى أن هذه الديناميكية الوطنية تندرج ضمن رؤية أوسع تهدف إلى جعل الجزائر فاعلا محوريا في المجال التكنولوجي إقليميا ودوليا، مؤكدا أن الإعلام الوطني مدعو بدوره إلى مواكبة هذه التحولات واستغلال الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة في تحسين الممارسة المهنية وتحصين الفضاء الإعلامي من التضليل الرقمي.
وأضاف عبدوش أن “الصحافي الجزائري مطالب اليوم بأن يكون فاعلا رقميا يمتلك أدوات التحقق والتدقيق، وقادرا على التعامل مع التقنيات الحديثة في التحرير والإنتاج والتفاعل مع الجمهور”، مبرزا أن مواجهة الحملات الرقمية المغرضة تتطلب وعيا تكنولوجيا ومعرفة دقيقة بآليات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تُستغل لتزييف الحقائق وتشويه الصورة الوطنية.
واختتم رئيس المنظمة بالتأكيد على أن الشراكة مع شركة هواوي الجزائر تشكل نموذجًا للتكامل بين القطاعين التكنولوجي والإعلامي، مشيرا إلى أن المنظمة ستواصل تنظيم مبادرات مماثلة في إطار إستراتيجية وطنية تهدف إلى تكوين جيل من الصحافيين الجزائريين القادرين على مواكبة الثورة الرقمية، وتسخير أدواتها لخدمة الحقيقة وتعزيز صورة الجزائر في المشهد الإعلامي الدولي.














