الملتقى الوطني الأول للهجرة غير الشرعية لدى الشباب الجزائري: تحليل الحلول والمقترحات لمواجهة الظاهرة

أسامة شعيب 

أشرف المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري، السبت، على تنظيم  الملتقى الوطني الأول للهجرة غير الشرعية لدى الشباب الجزائري تحت شعار “عائلتك ووطنك بحاجة إليك”، بمقر ولاية وهران.

وجرت هذه الفعاليات بحضور الدكتور بن عجمية محمد يزيد، رئيس اللجنة العلمية للملتقى، وممثلين عن السلطات الأمنية و المجتمع المدني، حيث تطرق الدكتور إلى عدة محاور مهمة تتعلق بالهجرة غير الشرعية، والمعروفة في الجزائر باسم “الحرقة”.

وفي كلمة للدكتور بن عجمية، قدم خلالها مقترحات حول كيفية استغلال المبلغ المالي المخصص للحرقة بطرق بديلة تساهم في بناء مستقبل الشباب داخل الوطن بدلًا من المخاطرة بحياتهم في رحلات الموت عبر البحر، مبرزاً عدة نقاط أساسية تمثلت في : 

استغلال المبلغ المالي المخصص للحرقة
أوضح الدكتور بن عجمية أن المبلغ الذي يتم جمعه من أجل دفع تكاليف الهجرة غير الشرعية يمكن استثماره في تحقيق مشاريع صغيرة داخل الوطن. فبدلاً من البحث عن الفرص في بلدان أخرى، يمكن للشباب توجيه هذا المبلغ إلى إنشاء مشاريع تنموية والولوج إلى عالم الشغل والمقاولاتية داخل الجزائر. هذا الحل يمكن أن يكون بديلًا للحرقة ويؤدي إلى تحقيق أحلام الشباب دون الحاجة إلى مغادرة أرض الوطن والمخاطرة بحياتهم.

شهادات عائلات الحراقة: معاناة وصدمات نفسية
شهد الملتقى مشاركة عائلات ضحايا الهجرة غير الشرعية، الذين عبروا عن معاناتهم الشديدة بسبب فقدان أبنائهم في البحر. الآلاف من الآباء والأمهات يعيشون تحت وطأة الصدمات النفسية والمرض جراء الأخبار المفجعة عن فقدان أبنائهم، حيث أن التفكير الدائم في مصيرهم المجهول يؤدي إلى الوفاة لدى البعض.

وفي هذا الصدد أكد السيد موشي كريم رئيس المكتب الولائي للهلال  الأحمر الجزائري، أن اللجنة الولائية تعمل جاهدة للحد من هذه الظاهرة من خلال مكتب إعادة الروابط العائلية التابع للهلال الأحمر الجزائري، الذي يعتبر حلقة وصل بين اللجنة الوطنية والاتحاد الدولي للصليب الأحمر، يتولى مهمة البحث عن المفقودين باستخدام خدمات سرية ومجانية. تم تسجيل أكثر من 650 مفقودًا بولاية وهران، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها بعض العائلات.

قافلة الأمل: مبادرة للتوجيه والتكوين
في إطار الحلول المقترحة، سيتم تنظيم قافلة الأمل ابتداءً من الأسبوع المقبل، والتي ستجوب عدة بلديات في ولاية وهران مثل أرزيو، كريشتل، بوتليليس، وعين الكرمة. تهدف القافلة إلى تقديم التوجيه والتكوين للشباب بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري، وذلك بمشاركة العائلات التي فقدت أبنائها في رحلات الهجرة غير الشرعية. من المتوقع أن يكون لهذه القافلة تأثير إيجابي على الشباب من خلال تقديم توصيات وإرشادات تسهم في توعيتهم بالمخاطر المرتبطة بالحرقة.

الأسباب النفسية والاجتماعية للظاهرة
أشار الدكتور عبيدي حبيبي إلى أن الأسباب النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي من العوامل الرئيسية التي تدفع الشباب للجوء إلى الهجرة غير الشرعية. كذلك، تطرق إلى ضرورة تربية الشباب على القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة، وحثهم على طلب الرزق بطرق شرعية. وأكد على أهمية الصحبة الجيدة في حياة الشباب، حيث أن الصحبة السيئة قد تؤدي بهم إلى الانحراف والمخاطرة بحياتهم.