العالم

المغرب يغرق في الاحتجاجات: شرطة المخزن تحوّل الشوارع إلى ساحات رعب للشباب

تستمر الاحتجاجات والمطالب في الشوارع المغربية منذ منتصف سبتمبر 2025، حيث خرج الشباب للمطالبة بحقوق أساسية مثل الصحة والتعليم والسكن اللائق والشغل، في بلد يعاني فيه أكثر من خمسة ملايين شاب من انعدام فرص العمل أو التعليم أو التكوين المهني. وما كان يفترض أن تكون حركة سلمية للتعبير عن غضب الجيل الجديد، تحوّلت بسرعة إلى مواجهات دامية مع شرطة المخزن، التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والهراوات، ودهست المحتجين بعربات مدرعة، لقطات صادمة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي أظهرت محتجين يسقطون على الأرض، فيما تجمّع آخرون يحاولون الفرار من هجوم شرس، مؤكدين أن السلطات لم تترك أي مسافة للسلامة، متجاهلة كامل حقهم في التعبير عن مطالبهم المشروعة.

فالشباب، الذين اعتقدوا أن منصاتهم الرقمية ستكون أداة لإسماع صوتهم، وجدوا أنفسهم هدفًا لحملة عنيفة وممنهجة للقمع الأمني، حوّلت الشوارع المغربية إلى ساحات صراع حقيقي، وأظهرت بشكل صارخ تجاوز السلطات لكل القوانين والحقوق الأساسية وحتى لحقوق الإنسان، لتصبح المدن الكبرى والصغرى على حد سواء مسارح لعنف نظام المخزن ضد جيل كامل.

الحركة الشبابية، التي انطلقت رقميًا من أجل إيصال صوت الشاب مغربي كانت تتوقع أن تمتد مطالبها إلى أفق أوسع، وربما تنسجم مع حركات احتجاجية إقليمية. إلا أن الواقع القاسي كشف أن السلطة المغربية اختارت مواجهة الجيل الجديد بالقمع الممنهج بدل الحوار. المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء لم تكن وحدها مسرحًا للعنف، بل امتدت المواجهات إلى مدن أصغر، حيث حاول الطلاب والناشطون تنظيم أنفسهم عبر مجموعات واتساب وديسكورد، لكن كل محاولة للتجمع كانت تتعرض للدهس بالقوة.

لا يقتصر التأثير على الإصابات الجسدية، بل يشمل صدمة نفسية كبيرة بين الشباب، الذين اعتقدوا أن الشاشات والهواتف ستكون أداة للتغيير، لتصبح شاهدة على وحشية الشرطة وتجاوزاتها، وتحولت الحركات الرقمية إلى ما يشبه شواهد حية على القمع الممنهج الذي تتعرض له مطالب الجيل الجديد.

في النهاية، يبدو أن الاحتجاجات في المغرب قد دخلت مرحلة حاسمة، حيث أصبح السؤال المطروح هل ستستمر الحركة الشبابية في مواجهة هذا العنف والدهس، أم ستُحاصر المطالب المشروعة في إطار القمع المخزني الصارم؟ الواقع الحالي يشير إلى أن السلطة اختارت سياسة “العنف أولًا”، مما يجعل الشارع المغربي اليوم مسرحًا لصدام مباشر بين الأجيال وصرخة الحرية من جهة، وعنف الدولة من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: