الحدث

الصحافة الإيطالية تشيد بزيارة الرئيس تبون إلى روما

حظيت زيارة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى إيطاليا، باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام الإيطالية، التي أبرزت طابعها الاستراتيجي ووصفتها بـ”التحول النوعي” في مسار العلاقات بين البلدين. الزيارة، التي تزامنت مع انعقاد القمة الحكومية الخامسة الجزائرية-الإيطالية، رأت فيها الصحف الإيطالية نقلة نوعية من التعاون التقليدي نحو شراكة متعددة الأبعاد.

وقد احتضنت القمة، التي انعقدت في قصر “فيلا دوريا پامفيلي” التاريخي بالعاصمة روما، كلاً من الرئيس تبون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وشهدت توقيع نحو أربعين اتفاقية تعاون في مجالات استراتيجية تشمل الطاقة، الاتصالات، الأمن، والهجرة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيطالية Adnkronos، التي وصفت الزيارة بأنها “تأكيد على متانة الشراكة التاريخية بين البلدين”.

أما صحيفة La Stampa فقد ربطت الزيارة بالتحولات الجيوسياسية في حوض البحر الأبيض المتوسط، واعتبرتها فرصة حقيقية لإعادة بناء محور طاقوي جديد، مشيرة إلى توقيع اتفاق ضخم بين شركتي إيني الإيطالية وسوناطراك الجزائرية بقيمة 1.3 مليار دولار، يهدف إلى تعزيز الإنتاج وتطوير الحقول الغازية، بما يدعم موقع الجزائر كمصدر موثوق للطاقة في أوروبا. كما لفتت الصحيفة إلى الأجواء الإيجابية التي سادت القمة، مستشهدة بلحظة وُصفت بـ”الودية والعفوية” حينما لجأت ميلوني إلى التحدث بالفرنسية مع الرئيس تبون إثر خلل فني في الترجمة.

من جهتها، ركّزت وكالة Reuters بنسختها الإيطالية على الجانب الجيو-اقتصادي للزيارة، معتبرة أن الجزائر أصبحت تمثل حجر زاوية في استراتيجية روما للابتعاد عن الاعتماد المفرط على الغاز الروسي، خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية. كما نوّهت الوكالة بمشروع الكابل البحري الرقمي بين البلدين، الذي يهدف إلى تحسين الربط التكنولوجي ويعكس – حسب الوكالة – “رؤية رقمية متقدمة لشراكة متوسطية حديثة”.

في السياق ذاته، ذكرت وكالة Agenzia Nova أن الرئيس تبون عبّر خلال اللقاءات عن رغبته في توسيع تدريس اللغة الإيطالية في الجامعات الجزائرية، معتبرة أن ذلك يعكس انفتاحًا ثقافيًا جديدًا يوازي الانفتاح الاقتصادي.

وفي قراءة شاملة لما تناولته مختلف وسائل الإعلام الإيطالية، يمكن القول إن الزيارة تجاوزت الطابع البروتوكولي نحو إرساء أسس شراكة استراتيجية شاملة، تستند إلى المصالح المتبادلة وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات حيوية، وسط توافق سياسي واضح وارتياح دبلوماسي مشترك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: