الحدثالعالم

الخائن الذي راهن على تقسيم الجزائر… فسقط قبل أن يبدأ

لماذا اختارت ما يُسمّى "الماك" تاريخ 14 ديسمبر تحديدًا؟


سؤال يفرض نفسه بقوة لماذا اختار الخائن فرحات مهني ما يُسمّى برئيس الماك الإرهابية تاريخ 14 ديسمبر تحديدًا؟، خصوصاً عندما نرى أنّ هذه الجماعة الهامشية تتحرك وفق إيقاع غرف نيوكولونيالية وصهيونية تبحث عن اختراق رموز السيادة الجزائرية. فالاختيار لم يكن اعتباطيًا، بل محاولة لتشويه يوم يحمل دلالات كبرى في الذاكرة السياسية العالمية، إذ ارتبط بتاريخ تصويت الأمم المتحدة على قرارات شكلت منعطفًا حاسمًا في نهاية الاستعمار ومنح الشعوب حقها في التحرر، وهو اليوم الذي يذكّر العالم بأن الجزائر كانت في قلب معركة تصفية الاستعمار، ومن هنا يتضح جلياً أنّ الجزائر الشامخة مستهدفة وبتكتيك دقيق فاستهداف هذا التاريخ ما هو الاّ محاولة فاشلة لضرب الرمزية التي تتغذى منها الهوية الوطنية الجزائرية.

إن هذا السلوك يكشف أن ما يُعرف بحركة الماك الإرهابية لا تمتلك مشروعًا حقيقيًا ولا رؤية سياسية، بل تتحرك كأداة تعمل بالوكالة في توقيت محسوب لخدمة أجندات خارجية تحاول التشويش على المسار السيادي للدولة. ففي وقت تستمد الجزائر شرعيتها من تاريخها النضالي ومن دعم أممي ثابت تعكسه قرارات مثل القرار 1514 لعام 1960 والقرار 1573 الذي اعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، تحاول هذه التنظيمات إعادة فتح ملفات طُويت لصالح الجزائر منذ زمن بعيد.

وتزداد رمزية هذا التحرك وضوحًا أمام القرار الأممي 79/115 الصادر في ديسمبر 2024، الذي جدّد رفضه القاطع لأي محاولة تستهدف وحدة الدول وسلامتها الترابية، مُدينًا بوضوح كل مسعى لتفتيت الكيانات الوطنية، وهنا يتجلى أن هذه المناورات ليست سوى رد فعل يائس أمام شرعية تاريخية وقانونية قوية تقف إلى جانب الجزائر.

أضف إلى ذلك أن المتربصين يتجاهلون حقيقة راسخة..قوة الدولة الجزائرية ليست في مؤسساتها السياسية فقط، بل في تلاحم جيشها الوطني الشعبي مع شعبه، هذا الجيش الذي وُلد من رحم الثورة، ويُعد اليوم أحد أقوى الجيوش في المنطقة، حاميًا للحدود، ضامنًا للأمن، وسندًا ثابتًا للوحدة الوطنية، فالتحالف الصلب بين الشعب وجيشه يجعل كل محاولات الاختراق مجرد ضربات في الفراغ، لأنها تواجه جدارًا صلبًا من الوعي الشعبي والحصانة المؤسساتية.

وتكفي حادثة الفنان رابح أسـما لتكشف حقيقة الانتماء العميق لأهل القبائل، حين رفض هذا الفنان أن يُستغل اسمه أو تاريخه في أي مشروع يستهدف وحدة الجزائر، فكانت ردود فعل أبناء منطقته صريحة وحاسمة في الدفاع عن وطنهم، فمنطقة القبائل التي قدمت الشهداء وقادة جيش التحرير، ودافعت ككل منطقة في الوطن عن الاستقلال بالأمس، هم أنفسهم اليوم خط الدفاع الأول عن كل شبر من الجزائر، ومن هنا يتبيّن أن المشروع الذي يقوده الخائن فرحات مهني لا يمتّ بصلة إلى روح المنطقة ولا إلى تاريخها النضالي، بل يتحرك خارج الإجماع القبائلي والوطني معًا، في عزلة تامة عن شعب يعرف جيدًا تاريخه ويعرف من يحاول استغلاله.

كما يتضح للعالم و لأعداء الجزائر أن اللعب على الرمزية التاريخية ليس إلا أسلوبًا بدائيًا لن يؤثر على دولة بحجم الجزائر، التي أثبتت في كل المحطات أن وحدتها الوطنية خط أحمر، وأي محاولة لزعزعتها تتحطم أمام قوة الجيش الوطني الشعبي، وتماسك الشعب، وعمق الدولة، فالجزائر كانت وستبقى واحدة، موحدة، عصية على التجزئة، مهما حاولت الأطراف المتربصة إحياء مشاريع استعمارية دفنها التاريخ إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: