الحدث

الجزائر تجدد التزامها بالتنمية الإفريقية خلال قمة “تيكاد 9” بطوكيو

ألقى السيد نور الدين واضح كلمة خلال الجلسة المخصصة للقضايا الاقتصادية في القمة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا “تيكاد 9”.

وفي مستهل كلمته، ذكر الوزير بمكانة القمة كإطار استراتيجي للحوار وآلية فعالة لدعم التعاون القائم على التضامن والاحترام والمنفعة المتبادلة. كما أشار إلى أن القارة الإفريقية تعيش مرحلة حاسمة من مسارها التنموي والاقتصادي، وهو ما يستوجب وضع التحول الاقتصادي في صلب الأولويات.

وفي هذا الصدد، شدّد على أربع ركائز أساسية، أولها الابتكار والتكنولوجيا باعتبارهما رافعة حقيقية للتنمية، خاصة من خلال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما أبرز الدور المحوري للشركات الناشئة الإفريقية في خلق الثروة وتوفير فرص العمل. أما الركيزة الثانية فتتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر، حيث اعتبر أن تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى إفريقيا ضروري لدفع النمو، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقات المتجددة والصناعات التحويلية، لكنه شدّد على ضرورة أن تتماشى هذه الاستثمارات مع الأولويات المحلية وأن تحترم المعايير البيئية والاجتماعية.

وأشار الوزير أيضًا إلى الثروات الطبيعية، مؤكدًا أنه رغم أهميتها كدعامة أساسية للنمو، إلا أن الاعتماد المفرط عليها جعل الاقتصادات الإفريقية عرضة للتقلبات والأزمات، داعيًا إلى إدارة رشيدة وعادلة للموارد مقرونة بتنويع القاعدة الاقتصادية. كما نوّه بالرصيد البشري للشباب الإفريقي الموهوب والمبدع، معتبرًا أن الاستثمار في التعليم والتكوين والمقاولاتية لتوفير فرص عمل لائقة يعد شرطًا جوهريًا لتحويل هذا الرصيد إلى قوة دافعة للتحول الاقتصادي.

وفي سياق متصل، استعرض الوزير التجربة الجزائرية، مبرزًا أن الاقتصاد الوطني حقق معدلات نمو متصاعدة بفضل إصلاحات هيكلية عميقة وسياسة طموحة تهدف إلى تعزيز الإنتاج الوطني وتنويع الصادرات خارج المحروقات، مما رسّخ اندماج الجزائر في ديناميكيات التجارة الإفريقية القارية الحرة، وجعلها تحتل موقع ثالث أكبر اقتصاد إفريقي. كما أشار إلى خصوصية النهج الجزائري القائم على الاستقلالية الاقتصادية والتحرر من المديونية الخارجية.

وفي إطار التعاون الدولي، أكد الوزير أن الجزائر تعمل على توطيد شراكات استراتيجية مع اليابان وسائر الشركاء في آسيا، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا، الصناعة التحويلية، الطاقات المتجددة ونقل الخبرة في الابتكار والتسيير العصري، بما يتماشى مع أولويات التنمية الإفريقية.

واختتم كلمته بالتأكيد على التزام الجزائر الراسخ بدفع أجندة الاندماج القاري وتعزيز مكانة إفريقيا كقوة اقتصادية فاعلة ومؤثرة في النظام الدولي، من خلال الاستثمار الأمثل للطاقات الواعدة، وترسيخ قيم التضامن والوحدة والتكامل الاستراتيجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: