ثقافة

اعتماد التاريخ الهجري وبدايته ..

إعتمد المسلمون التقويم الهجري ليكون تقويم الدولة الإسلامية، ونظرا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له فقد سمى ب التقويم الهجري، وقد اعتمد بعد سنتين ونصف السنة من خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، في ربيع الأول من عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 المحرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجري.

بداية التقويم الهجري

كان بداية اعتماد التاريخ الهجري في سنة 17 هجرية، حيث اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب التأريخ بداية من غرة شهر محرم من العام الأول للهجرة النبوية، ومما ذُكر في سبب اعتماد عمر للتاريخ الهجرى أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر سيدنا علي ابن ابي طالب وسيدنا عثمان ابن عفان وجمع الناس أيضا ، فقال بعضهم: “أرخ بالمبعث” وبعضهم: “أرخ بالهجرة” فقال عمر: “الهجرة فرقت بين الحق والباطل” فأرخوا بها، فلما اتفقوا قال بعضهم: “ابدأوا برمضان”، فقال عمر: “بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم” فاتفقوا عليه.

يقول الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (7/ 268، ط. دار المعرفة): “وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً، وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ”.

السنة الهجرية.. 12 شهراً

تتكوّن السنة الهجرية من 12 شهراً، كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم في الآية (36) من سورة التوبة: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِعِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

يبدأ كل شهر هجري مع بداية وقت القمر الجديد، حيث يكون تعداد أيام أشهر التقويم الهجري حسب دورة القمر حول الأرض، وتتناوب الأشهر بين 29 و30 يوماً، باستثناء شهر ذي الحجة، حيث تختلف عدد أيامه في دورة قدرها 30 سنة؛ وذلك للحفاظ على تناسب التقويم مع مراحل نمو القمر الحقيقية. وقد ارتبط التقويم الهجري بالفرائض الّتي فرضها الله تعالى على المسلمين، مثل الحج والصوم.

تقسيمات الشهور الهجرية

قسم المسلمين الشهور الهجرية إلى قسمين كالتالي:

– الأشهر الحُرُم: وعددها أربعة، وهم: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب. وسميت بالأشهر الحرم لأن القتال كان محرماً فيها عند العرب في الجاهلية، وبقي الحال على ما هو عليه حتى بعد ظهور الإسلام، وذلك لقوله تعالى في الآية (5) من سورة التوبة: (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

– الأشهر الحِلُ: وهي بقية الأشهرالهجرية الاثني عشر، ويبلغ عددها ثمانية، وهي كالتالي: صفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، وشعبان، ورمضان، وشوال. وسميت بالأشهر الحِلُ لأن القتال فيها كان حلالاً عند العرب في الإسلام والجاهلية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!